بغداد أول مدينة للساعات.. يقاس الزمن فيها بعدد القتلى

«الشرق الأوسط» تزور مناطق العراق الساخنة

TT

بالحذر والريبة تهبط الطائرة القادمة من عمان الى بغداد.. لا صباح في المدينة، ولا مساء ايضا فيها..لا وقت في المدينة التي اخترعت فيها اول الساعات التي تقيس الزمن، هنا الزمن مقسم حسب عدد التفجيرات والجثث المتناثرة والعيون الدامعة.

خارج المطار كان هناك سائق بدا في أواخر الاربعينات من عمره وكم استغربنا عندما اخبرنا بانه لم يتجاوز الخامسة والثلاثين، «ولكن الزمن الصعب هو الذي شيب شعرنا وارواحنا مبكرا»، هكذا علق. طرحنا عليه السؤال الازلي العراقي «شكو ماكو»، فاجاب وشبه ابتسامة فوق وجهه «كل شي أكو، سيارات مفخخة، عبوات ناسفة، انتحاريون، قناصة، انفجارات بالجملة، جثث في الشوارع كل يوم، الاسعار في ارتفاع». سألناه: «كل هذا يوجد عندكم..اذن ما هو الذي لا يوجد (هذا الأكو، فماذا عن الماكو)». اجاب على الفور «ماكو حكومة، ماكو أمل، ماكو أمان، ماكو استقرار». بدءاً من اليوم تنشر «الشرق الأوسط» سلسلة حلقات عن الحياة اليومية للعراقيين وعن أبرز القضايا، مع صور عدد من المدن والمواقع.