شبان مكة يحاربون البطالة بدفع عربات المعتمرين

مهنة أهم مؤهلاتها العضلات المفتولة

TT

يخرج الشاب السعودي شامي محمد يوميا في شهر رمضان من منزله، متوجها إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، قاطعا عشرات الكيلو مترات، دافعا الكرسي المتحرك «العربة» بين الأزقة والطرقات، وأحيانا حسب ما يدخره جيبه قد يستقل التاكسي الذي يرتفع أجره نظرا لازدحام طرقات العاصمة المقدسة في شهر رمضان.

شامي شاب في العقد الثاني من عمره قدم من منطقة عسير، تاركا خلفه مقاعد الدراسة والكتب، ولم يهتم بمشاكل التعليم الجامعي والوظائف والبطالة لأنه يرى ـ كما يقول ـ من حوله من الشباب السعوديين من يدرسون في المعاهد والكليات والجامعات يعملون إلى جانبه في رمضان بوظيفة دفع العربة للمعتمرين وللحجاج في موسم الحج.

دفع العربة لا تحتاج إلى خبرة وإجادة اللغة الإنجليزية أو لغة الحاسوب، كل ما تحتاجه البنية الجسدية القوية القادرة والعضلات المفتولة على تحمل التعب الممزوج بأنين الجوع في نهار رمضان الحار، وألم الأقدام الكادحة من الطواف والسعي لأكثر من 3 مرات في اليوم قاطعة عشرات وعشرات الكيلو مترات «نسترزق طوال اليوم في بيت الله من دفع تلك الكراسي المتحركة، لنحصل على قوت يومنا، وما نستطيع أن ندخره من فائض للزواج».

نظرا لازدحام بيت الله المقدس بالمعتمرين والزوار، فإن أسعار استئجار تلك العربات تختلف كما يقول بندر الزهراني الطالب بإحدى الكليات الصحية، والذي يعمل هو الآخر طوال أيام رمضان بدفع العربة «200 أو 250 ريالاً قيمة العربة للطواف والسعي، ويزيد سعرها في العشر الأواخر لتصل إلى 500 ريال، نظرا للازدحام الشديد الذي يشهده البيت الحرام، فيستغرق منا الطواف نحو 3 ساعات».

الشاب بندر يشعر بأن بيته هنا في بيت الله، فهو يقضي معظم وقته في الحرم بين الطواف حول الكعبة أو السعي في الصفا والمروة، ممتعا أذنيه بصوت شيوخ الحرم، ويضطر إلى عدم رفع يديه، بينما يدفع العربة حين سماعه دعاء القنوت.