الكتاب الشباب يغزون الإنترنت

يأسهم من شركات النشر التقليدية

TT

يبدو أن الانتعاش الذي يميز سوق الكتاب في أميركا وفرنسا ودول أخرى متقدمة، يقف وراء تهافت مستثمرين جدد يراهنون على نجاح فكرة النشر عن طريق شبكة الانترنت. فقد قيّمت النقابة الفرنسية للنشر في تقريرها الأخير أرباح أهم دور النشر التي حصرتها في 277 دار نشر بـ3 مليارات يورو. أكبر الأرقام حققتها شركات نشر عريقة كـ«أشت» المتخصصّة في الكتب العلمية والقواميس، حيث حققت سنة 2005 أرباحا صافية وصلت إلى 1.4 مليار يورو، أو «لُوسُوي» التي وصلت أرباحها إلى 260 مليون يورو ودار «فلَمَريون» إلى 238 مليون يورو. 40% من هذه الأرباح تم تحقيقها عن طريق تسويق المنتجات على الانترنت، علماً أن سوق الكتاب في فرنسا ككل يزن 5 مليارات يورو، إذا أدرجنا في الحساب حقوق النشر والمؤلفين. الناشرون الجدد متفائلون بمستقبل نشاطهم، ومعظمهم يراه خدمة للمبدعين الشّباب الذين يئسوا من محاولات اقتحام قلاع شركات النشر التقليدية. المسؤولة عن الاتصال في موقع «manuscrit.com» ترى أن المستقبل لا محالة الآن هو للثقافة الرقمية، حيث أن معظم المنتجات الثقافية أصبحت تسّوق الآن عن طريق شبكة الانترنت خاصة ما يخص الكتب. وهو ما تراه تجسيدا حقيقيا لما يسمى بـ«القرية الكونية». فالناشر التقليدي الذي كان يمارس دور الوصّي على القارئ انتهى. كما أن الناس أصبحوا الآن لا يفارقون الحاسوب، وليس لديهم الوقت الكافي للتّردد على المكتبات، زيادة على أن استهلاك الورق الذي لا يمكن الحصول عليه من دون قطع الأشجار. وهذا مُضّر بالبيئة، كما تضيف. لكن بالرغم من الإمكانيات الهائلة، والفرص الكبيرة التي يمنحها جيل الناشرين الجدد للكتاب المبتدئين، إلا أن نشاطهم في الساحة الأدبية، كما هو ملحوظ، يعاني من نقص المصداقية، وربما أيضا من نقص اللمّسة الإحترافية: أخطاء مطبعية كثيرة، عدم التنسيق في التسويق، غياب الاتصال المباشر والتوجيه، هي كلها مشاكل غالبا ما تكون موضوع حديث للكتّاب الشبّاب في منتديات الدردشة التي تهتم بالأدب والكتابة.