عالمية القفطان المغربي

على إيقاع موسيقى زرياب وفتنة جميلات العالم

TT

بعض المأخوذين بأرقام التاريخ، يربطون فتنة الألوان وبهاء الأزياء التقليدية المغربية بحنين ممزوج بالكبرياء نحو ما يلائم الجمال ويوافق متعته، ولذلك تجدهم يُرجعون أصول القفطان التقليدي المغربي إلى زرياب، الذي يذكرون له شهرته وعنايته بأناقته. ولا يخلو ربط القفطان المغربي بزرياب الأندلسي من خيال يرتفع إلى مستويات باذخة. وما بين أناقة زرياب، في حديث المؤرخين، وجرأة المصممين المغاربة والغربيين، ارتباطاً بكل اللمسات التي حاولت أن تطور في أشكاله، ظل القفطان المغربي محتفظاً ببريقه ومحافظاً على أصالته عبر حراس ناره المقدسة، حتى ظل الاقتراب من إغراءات التطوير. تقول المصممة المغربية، أمينة بنزكري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تصميم القفطان المغربي يتطلب معرفة عميقة بتاريخه، كما أن تطويره يتوجب أن يبقى حكراً على «الحْرايفية»، أي من امتهنوا حرفته وضبطوا أصولها جيداً، حتى يكونوا قادرين على فهم واستيعاب مساحات التطوير التي يمكن التعامل من خلالها مع هذا الزي.

وتعمل بنزكري منذ عشرين سنة في مجال تصميم الأزياء التقليدية، وتفتخر بأنها تعلمت أصول خياطة القفطان المغربي الأصيل على يد والدتها، التي تجر وراءها خمسين سنة من العمل في هذا المجال. وكان إعجاب المصممين العالميين بخصوصية القفطان المغربي، وتأثيره عليهم عبر السنوات، قد حمله من البيوت والمناسبات المغربية الخاصة والحميمة، إلى العالمية على يد كبار، من أمثال بالمان وإيف سان لوران وجون بول غوتييه وغيرهم، الأمر الذي جذب انتباه نساء من ثقافات وجغرافيات وجنسيات متعددة، وخوَّل له عروضاً تقام على شرفه بانتظام في عدد من المدن المغربية والعربية والغربية.