أسطوانات حديثة لأساطين التراث الموسيقي العربي

موسيقيون ومغنون كبار يستعيدون مكانهم في الواجهات

TT

مشروع موسيقي مهم تتصدى له الآن «دار الأسد للثقافة والفنون» في سورية، من خلال إصدار سلسلتي «أعلام الموسيقى والغناء في سورية» و«أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي»، من خلال السعي لإحياء إبداعات لمجموعة من الموسيقيين العرب والسوريين الكبار، الذين تكاد تكون أعمالهم مجهولة لجيل الشباب. تبرز أهمية المشروع في عملية الجمع والتصنيف والأرشفة والتوثيق التاريخي، هذا بالإضافة للعمليات الفنية من ناحية تنقية الصوت، وعملية النقل من حوامل قديمة، أو أشرطة صوتية، إلى الأقراص المدمجة، لتظهر بحلة أنيقة. وقد زود كل البوم بكتيب صغير عن محتوياته من القطع الموسيقية والأغاني، وتاريخ الظهور، مع اسم مؤلف الكلمات، والقالب والمقام، بالإضافة إلى لمحة موجزة عن حياة الموسيقي أو المغني، بحيث يتوفر بين يدي الدارس أو المهتم، أو حتى «السمّيع» مجموعة الأعمال، مرفقة بحزمة معلومات توفر عليه الكثير من الجهد والوقت، كما تنعش ذاكرة الجمهور بموسيقى وألحان أصيلة، في محاولة لوصل ما انقطع مع إرث فني غني وعملاق.

وحصيلة المشروع من الإصدارات، بلغت منذ انطلاقته في مايو (أيار) عام 2006، ولغاية اليوم حوالي ستة عشر ألبوماً. وبالنسبة لسلسة موسيقيي سورية: (أمير البزق محمد عبد الكريم 1911 ـ 1989) في ألبومين. (نجيب السراج 1923 ـ 2003) ألبومين، (محمد محسن 1922 ـ 2007) و(عازف القانون سليم سروة) و(عازف الكمان صبحي جارور) و(عازف العود عزيز غنام 1920 ـ 1978) و(عازف الناي عبد السلام سفر 1926 ـ 1999 ) و(مجموعة أسمهان 1917 ـ 1944) في ألبومين. أما سلسلة موسيقي العالم العربي: الإصدار الأول لأعمال (الموسيقي محمد القصبجي 1892- 1966)، خمسة البومات، ويتم التحضير للإصدار الثاني لمجموعة القصبجي، ولائحة الإصدارات العربية المستقبلية طويلة.

إخراج التراث الموسيقي العربي من كهوف النسيان، وإعادة تسجيله على أسطوانات ممغنطة ووضعه بين يدي الجمهور بأبخس الأثمان، كي يكون في متناول الجميع، هي مسألة تستحق الاحتفاء، في زمن تتدهور فيه الذائقة الموسيقية العربية، حد نعيها من البعض. موسوعتان موسيقيتان، انطلقتا وهدفهما إعادة إحياء تراث القرن العشرين الذي بات بعضه مجهولاً تماماً، رغم حداثة عهده. فها هي أسمهان تعود مجددة ونقية الصوت، ومعزوفات لكبار موسيقيي سوريا وملحنيها تستعيد مكانها في الواجهات.