طالباني لـ «الشرق الاوسط»الأسد تجاوز كل الخطوط

تركيا تطالب العراق بإغلاق معسكرات «الكردستاني» وتسليم قادته

امرأتان من أكراد تركيا تراقبان جنديا تركيا قرب الحدود مع العراق أمس (أ.ف.ب)
TT

انتقد الرئيس العراق جلال طالباني الرئيس السوري بشار الأسد لتأييده التدخل العسكري التركي في العراق، وقال انه «تجاوز كل الخطوط». واعرب طالباني في حديث لـ«الشرق الاوسط»، عن امله في ان لا تقدم تركيا على عملية عسكرية كبرى في كردستان العراق، وشكا من انه ليست لدى بلاده قوات كافية لاخراج مسلحي حزب العمال الكردستاني من جبال كردستان العراق.

وبسؤاله عن تصريحات الرئيس السوري حول التدخل العسكري التركي في كردستان العراق، قال طالباني «شخصيا كنت أمتنع دائما عن التعليق على المواقف السورية، حرصا على العلاقات التاريخية التي تربطنا بسورية. ولكن هذه المرة لم أستطع تحمل هذا التجاوز الخطير لكل الخطوط. كان الأجدر بالرئيس السوري أن يقول ما قاله الأميركيون والأوروبيون من أنه يفضل الحل السياسي رغم تفهمه لموقف تركيا».

وعن مطالب تركيا باغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني، قال طالباني: «دستورنا ينص صراحة على عدم جواز بقاء قوى مسلحة أجنبية على الأراضي العراقية او استخدامها لشن أعمال مسلحة ضد الدول المجاورة، ولكن ما الذي نستطيع فعله؟». وتابع «ما نستطيعه هو إدانة هذه الأعمال، لكن لا تتوافر لنا القوات الكافية لإرسالها الى جبال قنديل لإخراجهم منها». وقال «نعتقد أن العمل المسلح يسيء الى الديمقراطية في تركيا والى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية. وهذا الأخير ظاهرة ديمقراطية جديدة تريد أن تبني مجتمعا تركيا جديدا فيه مكان لأكراد تركيا ولغيرهم من القوميات الموجودة في هذا البلد».

ويأتي ذلك فيما دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان السلطات العراقية أمس الى اغلاق معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وتسليم زعمائه. من ناحيتها، أكدت رئاسة اقليم كردستان العراق استعداد الاقليم للدفاع عن نفسه، اذا قامت تركيا بعملية واسعة تهدد تجربته. وقال اردوغان: «الامر الذي سيرضينا هو اغلاق جميع معسكرات حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك منشآت التدريب الخاصة بهم، وتسليمنا زعماء الارهابيين»، حسبما افادت به وكالة رويترز. من جهة ثانية، قال مكتب مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، في بيان اوردته وكالة الصحافة الفرنسية، «نؤكد استعدادنا التام للدفاع عن تجربتنا الديمقراطية وكرامة شعبنا وقدسية وطننا (...) اذا ما تعرض الاقليم والتجربة الكردستانية لأي اعتداء وتحت اية ذريعة». وفي بروكسل انتقدت مجموعة اليسار الأوروبي الموحد داخل المؤسسة التشريعية الاوروبية، موافقة البرلمان التركي على تدخل الجيش في شمال العراق، وقالت في بيان ان «على الاتحاد الأوروبي أن يعلق مفاوضات انضمام تركيا للمنظومة الموحدة، في حال أصرت أنقرة على موقفها ورغبتها التدخل في شمال العراق».