تشكل الاجهزة الجوالة اللاسلكية التي تتكامل كليا مع مختلف خدمات الشبكة الالكترونية، احد التحديات الكبرى التي بدأ المصممون تجاوزها، بعد ان تحولت مشغلات وسائط الاعلام المتعدد بالصوت والصورة والنصوص، معلما بارزا للحياة المعاصرة، اذ انها تبدو اليوم لعبة مثالية لعشاق الموسيقى اثناء تجوالهم او جلوسهم في المقاهي. ويمكن لهذه الاجهزة التواصل مباشرة مع الخدمات الموسيقية على الانترنت، فيما تتيح شبكة «واي ـ فاي» المبيتة فيها، تشغيل راديو الانترنت.. وفي النهاية وما ان تعجبهم أغنية ما فان كل ما عليهم فعله هو الكبس على زر لتنزيلها او تنزيل الالبوم التي تنتمي اليه.
ومن ابرز التطويرات في هذا المجال اطلاق شركة «سان ديسك» بداية العام الحالي مشغل «سانسا كونيكت» للوسائط المتعددة الذي يتصل بخدمات الاشتراك الموسيقية في ياهو لانزال آلاف الاغاني. (تفاصيل تقنية المعلومات) كما اطلقت اخيرا شركة «آبل» «آي بود توش» الذي يتصل بمحلات الموسيقى في «آي تيونس». ويعتقد الكثيرون ان الانتشار الواضح لمشغل «آبل» سيؤدي الى ظهور المزيد من الاجهزة اللاسلكية التي تتصل مباشرة بخدمات الشبكة. ولا تعتبر هذه الاجهزة مخصصة لعرض الصور والموسيقى والنصوص فحسب، بل انها تعقد الصفقات المالية وتؤمن الدخول الى التطبيقات التي اساسها الاعمال والمشاريع. ويعتقد الخبراء اننا نقترب من وضع تصاميم حديثة للاجهزة الصغيرة التي تتفاعل مع التطبيقات والخدمات المحددة التي اساسها الشبكة، بعد توفير تقنيات الدخول اللاسلكي الواسع الى الانترنت عبر شبكات الجيل الثالث الخليوية للاتصالات، وشبكات «واي ـ فاي»، وقريبا شبكة «واي ماكس» للاتصالات الجوالة بعيدة المدى. وعلاوة على كل ذلك، فان معالجات الاجهزة الصغيرة باتت اكثر قوة، وشاشات العرض اكثر وضوحا. كما يتوقعون قريبا رؤية المزيد من الكاميرات الرقمية التي تتواصل مع مخزونات الصور لاسلكيا.
وفي احدث تصميم لجهاز هاتفي جوال بقدرات كومبيوترية وتقنيات تشبيك متعددة، عرضت «أيه تي أند تي» الاميركية جهاز «تيلت» المصمم بحيث يمكن استخدامه مثل كومبيوتر لابتوب. وقد زود بتقنيات اتصالات «واي فاي» اللاسلكية و«بلوتوث»، اضافة الى تقنيات الاتصالات الخليوية. ويمتلك الجهاز نظام «جي بي اس» لتحديد المواقع الجغرافية.. وأخيرا فانه يحتوي على كاميرا للتصوير!