رامسفيلد في مذكراته الداخلية: المسلمون ضد العمل اليدوي لذلك يجلبون كوريين وباكستانيين

البيت الأبيض ينأى بنفسه ويؤكد أنه لا يشاطره الرأي بأن المسلمين كسالى

TT

كان دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي الاسبق الذي غالبا ما ينفّر اسلوبه الفظ أعضاء آخرين في الادارة الاميركية والبيت الابيض، يصدر عددا يتراوح بين 20 و60 مذكرة داخلية في اليوم، ويقول مستشارون انه كان دائما ما يعرض أفكاره كتابة كأساس لتطوير او تبني سياسات. وهذه المذكرات لم تكن سرية وإنما كتب عليها «للاستخدام الرسمي فقط». وفي احدى مذكراته التي عرضتها «واشنطن بوست» كتب يتأسى من ان ثروة النفط ابعدت احيانا المسلمين «عن واقع العمل والجهد والاستثمار الذي يؤدي الى الغنى لبقية العالم قائلا وغالبا ما يقف المسلمون ضد العمل اليدوي ولهذا يجلبون الكوريين والباكستانيين بينما يبقى شبابهم عاطلين عن العمل. ومن السهل تجنيد السكان العاطلين عن العمل في النشاط المتطرف».

وفي واحدة من هذه المذكرات في 2004 حول تدهور الأوضاع في العراق، كتب رامسفيلد ان التحديات في العراق «ليست امرا غير عادي»، وكتب ايضا ان «التقارير الاخبارية المتشائمة نابعة ببساطة من معايير خاطئة تم تطبيقها». وعندما بات محاصرا بالانتقادات في ابريل (نيسان) 2006 لدى مطالبة عدد من الجنرالات المتقاعدين باستقالته في مقالات صحافية، كتب رامسفيلد مذكرة عقب حديث له مع بعض المحللين العسكريين، جاء في تلك المذكرة: «تحدثوا عن الصومال او الفلبين... الخ. تأكدوا ان الشعب الاميركي يدرك انه محاصر بمتطرفين يتسمون بالعنف». واقترح رامسفيلد، الذي تولى حقيبة الدفاع مرتين، ان الرأي العام يجب يدرك انه لن تكون هناك «نهاية» للحرب ضد الارهاب مثلما استسلمت اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، وكتب في المذكرة التي تناولت ذلك الموضوع ان «الحرب ضد الارهاب ستكون طويلة» وان «العراق ساحة معركة واحدة فقط».

وفي واحدة من مذكراته الطويلة، بتاريخ مايو (أيار) 2004، فكر رامسفيلد في إعادة تعريف مواجهة الارهاب كـ«تمرد عالمي»، وكتب ان هدف العدو هو «إنهاء نظام الدولة باستخدام الارهاب وإزالة غير الراديكاليين من العالم». وطلب من مستشاريه بعد ذلك «محاولة معرفة النتائج المحتملة» في حال إعادة تسمية الحرب على الارهاب.

ونأى البيت الأبيض بنفسه عن ملاحظات رامسفيلد أثناء توليه منصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة والتي فهم منها أن المسلمين كسالى.

وصرحت دانا بيرينو، المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس بأن هذه الرؤية لا تتوافق إطلاقا مع رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش. وأعربت بيرينو عن تفهمها لما يمكن أن تثيره ملاحظات رامسفيلد بهذا الشأن من ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.