خادم الحرمين وبابا الفاتيكان في لقاء تاريخي: حوار الأديان طريق التسامح والأمن والسلام

الملك عبد الله: خير تعبير للقيم المشتركة ما جاءت به الأديان * المستشار الألماني الأسبق عشية زيارة العاهل السعودي: الرياض يمكنها لو لقيت دعما عالميا إقناع طهران بإنهاء نزاعها مع الغرب

الملك عبد الله بن عبد العزيز وبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر في بداية لقائهما التاريخي أمس (إ.ب.أ)
TT

عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لقاء تاريخيا في الفاتيكان أمس مع البابا بنديكتوس السادس عشر، هو الاول بين رأس الكنيسة الكاثوليكية وملك سعودي، دعوا خلاله الى ارساء السلام في الشرق الأوسط، وبحثا الحاجة الى تعزيز التعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود وفرص احلال السلام في الشرق الاوسط. مؤكدين خلال الاجتماع الثنائي والتاريخي، والذي استمر قرابة الساعة، أن العنف والإرهاب لا دين ولا وطن لهما، وان على جميع الدول والشعوب التكاتف في التصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها.

وأكد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبابا الفاتيكان، على أهمية الحوار بين الأديان والحضارات لتعزيز التسامح، الذي تحث عليه جميع الأديان ونبذ العنف، وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار لكافة شعوب العالم.

وأكد خادم الحرمين ان الشعوب تجمع بينها قيم مشتركة «وأن خير تعبير لهذه القيم المشتركة، هو ما جاءت به الأديان».

وقال الفاتيكان ان المحادثات تناولت ايضا الحوار بين الحضارات والاديان «والتعاون بين المسيحيين والمسلمين واليهود لترويج السلام والعدالة والقيم الروحية والاخلاقية وخاصة تلك التي تدعم الاسرة».

وفي نهاية اللقاء قدم خادم الحرمين الشريفين للبابا سيفا من الذهب والفضة مرصعا بالجواهر الكريمة وتمثالا صغيرا من الذهب والفضة يصور نخلة ورجلا يركب جملا، فيما تلقى خادم الحرمين الشريفين من البابا لوحة تمثل الفاتيكان تعود الى القرن السادس عشر.

إلى ذلك أكد خادم الحرمين، أن العاصمة الإيطالية روما وقبل قرون في قلب الأحداث، تساهم في صياغة المسيرة البشرية، مبينا أنها كانت خلال الامبراطورية الرومانية أكبر مدينة في العالم وأهمها، وأنها لا تزال حتى اليوم تلتقي فيها الحضارات وتحتفظ بقيم تراثها.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها أمام الحضور في بلدية روما، والتي قام بزيارة إلى مقرها، حيث استقبله عمدة مدينة روما أمين عام الحزب الديمقراطي الإيطالي فالتر فلتروني الذي قال «إن مدينة روما التي تسعد اليوم وتتشرف باستقبال خادم الحرمين الشريفين، وبتحية عمله المعتدل الذي لا يمكن إلا أن ندعمه، ليس فقط في العالم العربي، ولكن في العالم الإسلامي برمته، حتى لا تكون الاختلافات الثقافية والدينية سببا للانشقاق».

من جهة أخرى، رحبت شخصيات بارزة في المانيا بزيارة خادم الحرمين الشريفين لجمهورية المانيا الاتحادية اليوم، معتبرة الزيارة دعما للإسلام والمسلمين في هذا البلد.

ونوه المستشار الألماني الأسبق هلموت شميدت بما تتسم به سياسة المملكة العربية السعودية من اتزان نال احترام السياسة الدولية لآرائها ومواقفها، داعيا إلى دعم المملكة في جهودها لاستقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط.

وقال إن «الرياض تستطيع إقناع طهران بإنهاء نزاعها مع الغرب إذا ما لقيت السياسة والجهود السعودية دعما من العالم» محذرا من أي عمل عسكري جديد وتوسعة رقعة الحرب في المنطقة، ما سيؤدي إلى نتائج تعود أضرارها على أوروبا وليس على المنطقة فحسب».