«بيرسي» رئة باريس الجديدة

اكتشف جمال فرنسا بعيدا عن العاصمة

TT

عندما تذكر فرنسا تأتي العاصمة باريس على بالك من دون ذكر المدن الاخرى المحيطة بها؛ فالمعروف عن العرب حبهم لباريس عاصمة الشعر والخيال والرومانسية، وعاصمة السين وبرج ايفل الشهير والحي اللاتيني والمونمارت ومربض الفنانين والشعراء، غير انه في الحقيقة يجب على الزائر إضافة مدن أخرى للائحة زياراته الفرنسية.

انها أماكن شهيرة بالفعل، لكنها ليست سوى الخاتم الذي يزين خنصر هذه المدينة الساحرة. ولباريس أنامل أخرى كثيرة تتوزع شرقاً وغرباً وتحتاج الى دليل ماهر يحمل في داخله خامة شاعر لكي يطوف بالزائر في الأماكن التي لا يرتادها إلا من عاش في المدينة وخبرها وتعرف على خفاياها.

فمن بين الوجهات الفرنسية القديمة الجديدة التي تعج حاليا بحيوية السياحة، «بيرسي فيلاج» التي تعتبر أشبه بقرية حقيقية كما يدل عليه الاسم.

في هذه القرية القديمة، هناك حي كان في الأصل، مخازن للغلال واسطبلات مهجورة تتوسطها سكة حديدية للقاطرات القديمة وعربات الترامواي. وحتى عام 1860 ظلت «بيرسي» بلدة مستقلة عن باريس، ولهذا السبب كانت مقصد المتحررين من سكان العاصمة والباحثين عن أماكن للهو، خارج أسوار باريس، لا تقع عليها أعين الرقباء. ولعل ذلك الماضي هو الذي طبع المنطقة بطابعه وجعلها، على مر السنوات، مكاناً للنزهة وإقامة الاحتفالات ودوائر الرقص. كما أصبحت موعدا مفضلا لتجار اللحوم المقددة والأجبان والنبيذ والمأكولات الجاهزة بحيث سماها الناس «بيت مؤونة العالم». ثم انتقلت اليها المكتبة الوطنية الجديدة ودشنت مبناها الفخم الذي جرى تصميمه على هيئة أربعة كتب مفتوحة ومتقابلة. وتبعها هدم كل العمارات البشعة والمتداعية التي كانت تحيط بموقع المكتبة وتشييد عمارات سكنية راقية، ذات حدائق في الشرفات وفوق السطوح، وعرضت للبيع عبر وسيط في الولايات المتحدة الأميركية. وكان العديد من أثرياء نيويورك ونجوم هوليوود بين المالكين الجدد لهذه الشقق لأن الأميركيين يحبون السكن في المساحات الفارهة.