إفراط المراهقين في اللعب على الكومبيوتر يضر بنومهم وذاكرتهم

وبخاصة الألعاب التفاعلية والسرعة

TT

المراهقون الذين يقضون وقتا في لعب ألعاب تفاعلية على جهاز الكمبيوتر، في المساء بعد عمل واجباتهم المدرسية، قد يؤدي ذلك الى مواجهتهم قلقا في النوم ومشاكل في تذكر ما تعلموه للتو.

وأشار باحثون الى أن «تأثير الوسائط الإعلامية على صحة الأطفال وحالتهم العامة معترف به على نطاق واسع ويعتبر مشكلة خطيرة». ويقولون «نتائجنا توفر دليلا تكميليا على التأثير السلبي للاستخدام المفرط لمثل هذه الوسائط على نوم وصحة وأداء الأطفال».

وشملت الدراسة التي نشرت في دورية «طب الأطفال» هذا الشهر 11 صبيا تراوحت أعمارهم بين 12 و14 عاما ليست لديهم شكاوى تتعلق بالنوم ولم يخضعوا لأي علاج في هذا الصدد. وخلال يومين من التجارب المختلفة لعب الأولاد مباريات سباق تفاعلية على الكومبيوتر تتناسب مع العمر يطلق عليها اسم «الحاجة للسرعة» لمدة 60 دقيقة أو شاهدوا شريط فيديو على التلفزيون مثل فيلم «هاري بوتر» أو «رحلة النجوم». وقاموا بذلك في المساء قبل ساعتين الى ثلاثة من النوم.

وفي إطار تجاربهم أجرى الدكتور ماركوس دوراك وزملاء له بجامعة كولونيا الرياضية الألمانية دراسات عن النوم خلال الليل وقبل اختبارات شفهية وبصرية على الذاكرة وبعدها. وأوضحت النتائج أنه بعد لعب مباراة تفاعلية على الكومبيوتر استغرق الأولاد وقتا أطول للانخراط في النوم وقضوا وقتا اقل في النوم العميق المعروف باسم «نوم الموجة البطيئة» وهو النوع الذي يساعد شخصا على تشكيل الذاكرة الواقعية، وقضوا وقتا أطول في المرحلة الثانية من النوم القليل النشاط والذي يطلق عليه «نوم حركات العين غير السريعة»، وهي مرحلة النوم التي تلي مباشرة مرحلة النوم الأولية «الانزلاق الى النوم» وهي تسبق مرحلة «نوم الموجة البطيئة» العميقة.

ويقول الباحثون إن هذه نتيجة «مهمة» حيث أنها تشير الى أن التعرض لتجارب انفعالية قوية مثل لعب مباراة على الكومبيوتر أو مشاهدة فيلم انفعالي يمكن ان يؤثر بشكل حاسم على عملية التعلم.

وأضاف الباحثون إن مشاهدة الفيلم لم تؤثر على أداء الذاكرة أو على الأنماط الإجمالية للنوم، لكنها تقلل بشكل ملحوظ من «كفاءة النوم»، وهو الوقت الفعلي الذي قضي في النوم مقابل الوقت الاجمالي الذي قضي في الفراش.