نقل راكب.. سؤال حياة أو موت لسائقي التاكسي في العراق

بعد سنوات من الحرب الطائفية

TT

كانت أمام حيدر عباس وهو سائق سيارة أجرة في السادسة والثلاثين من عمره، عدة دقائق للإجابة عن سؤال هو عادة سؤال يتعلق بالحياة والموت في هذه المدينة: هل ينقل راكبا لبيته؟

وبعد سنوات من الحرب الطائفية التي أدت الى انخفاض عدد الأحياء التي يمكن لسائقي سيارات الأجرة العمل فيها، فإن سائقي الأجرة، يعبرون أحياء بغداد كلها تقريبا.

وكل يوم يقيمون الحدود المتغايرة دائما بين الخطر والأمن، ويأملون في أن الحياة ستعود الى طبيعتها، ولكنهم لا يزالون يعتبرون بغداد مدينة يمكن لأي شخص أن يقتل فيها في أي لحظة وبدون سبب معين.

غير ان ذلك لا يعني تفاؤل الجميع. فالعديد من العراقيين لا يزالون يخشون استخدام سيارات الأجرة، خوفا من احتمال اختطاف السائق لهم أو أن السيارة ربما تكون نقطة جذب للانتحاريين.

والبيت في هذا اليوم القائظ من الشهر الماضي كان في الأعظمية، وهي منطقة خطرة قتل فيها عدد من السائقين. فعباس لم يذهب لتلك المنطقة منذ عامين. ولكن الراكب أصر على أن المنطقة أصبحت أكثر أمنا، ولذا اضطر السائق للقبول.

وقال عباس «أقول لك الحق، اعتقدت أنني بدلت حياتي مقابل 500 دينار»، (اربعة دولارات). وقد دهش عباس عندما وصل الى شوارع الاعظمية المزدحمة بالسيارات وشاهد المحلات مفتوحة والناس يتجولون في الشوارع. وذكر «لقد تبين لي فجأة أن الأمن يعود الى بغداد». وفي مدينة يؤمن عدد قليل من سكانها بالبيانات الرسمية بانخفاض العنف، سواء من جانب القوات الأميركية أو الحكومة العراقية، فإن الأرقام الصحيحة حول تحسن الأمن يمكن العثور عليها في عدادات سيارات الأجرة.