باكستان: مشرف يودع «بزته العسكرية».. بالدموع

المتحدث باسم الرئيس لـ«الشرق الأوسط»: لا خوف من انقلاب الجيش

الرئيس مشرف (يمين) خلال مراسيم تسليم قيادة الجيش الى الجنرال أشفاق كياني (إ.ب.أ)
TT

انهمرت دموع الجنرال على خديه أمس وهو يودع «عائلته الثانية». انتشل منديلا أبيض ومسح به الدموع. مراسم الوداع بالنسبة اليه كانت مؤلمة. فالفراق بعد 46 عاما ليس سهلا. ارتدى بزته العسكرية المليئة بالأوسمة للمرة الأخيرة، ومشى بخطوات ثابتة نحو المنصة الرئيسية ليلقي كلمة الوداع. حمل عصا القيادة الخشبية بيد للمرة الأخيرة، وبصوت متهدج وهو يصارع دموعه، تكلم الجنرال برويز مشرف: «الجيش يواجه ضغوطا هذه الأيام... بعد 46 عاما من حياتي قضيتها مرتديا هذا الزي أقول في النهاية وداعا له... الجيش كان حياتي وشغفي وكرامتي.. لكن اعتبارا من الغد لن أرتدي هذا الزي». هكذا تخلى الرئيس الباكستاني عن لقب الجنرال الذي أوصله الى السلطة في باكستان في العام 1999 اثر انقلاب أبيض قاده ضد السلطة المدنية. سلم العصا الى خلفه أشفاق كياني ومشى... ثقته بكياني كبيرة، كما قال الناطق باسمه رشيد قريشي لـ«الشرق الأوسط». فهو وإن غادر الجيش إلا انه يبقى قائده الأعلى. وبحسب قريشي فإن التخوف من افتراق السلطة المدنية عن العسكرية غير وارد: «مشرف وإن تخلى عن قيادة الجيش فهو يبقى القائد الأعلى له وهو يثق بكياني ولا مكان للخلاف بينهما». اليوم يبدأ مشرف ولايته الجديدة كرئيس مدني للبلاد وكثيرون يتساءلون: هل سيتمكن من أن يحكم مدنيا بالقوة نفسها التي حكم عسكريا؟