لبنان: آليات تعديل الدستور جاهزة «لطبخة سليمان»

كوشنير يعقد اجتماعات ماراثونية ويلخص نتيجتها: بلا عقبات.. ولا نجاحات

كوشنير خلال اجتماعه مع العماد ميشال سليمان في مقر قيادة الجيش اللبناني في اليرزة أمس (رويترز)
TT

يتابع وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير، اليوم مهمته التي بدأها في بيروت لمساعدة الفرقاء اللبنانيين على تعبيد طريق إتمام الاستحقاق الرئاسي على قاعدة تعديل دستوري يمكِّن مجلس النواب من انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.

وكان كوشنير قد التقى صباح امس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ثم البطريرك الماروني نصر الله صفير، فقائد الجيش العماد ميشال سليمان، ثم ناقش في اجتماع ثلاثي ضمه ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري، واستمر ثلاث ساعات، الآليات الدستورية لاتمام الاستحقاق، كما نوقشت مواقف الفرقاء السياسيين ومطالب بعضهم المتعلقة بهيكلية السلطة في المرحلة المقبلة.

وفيما كان الاعلاميون المحتشدون في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ينتظرون بياناً يخرج من المجتمعين، إذا بالوزير كوشنير يطل عليهم بتصريح مقتضب مكتفياً بالقول: «الاجتماع كان ودياً وناجحاً وسألتقيكم غداً (اليوم)». وعندما سئل إذا كانت هناك عقبات، اكتفى بالقول: «لا اقول إن هناك عقبات أو نجاحات.. الأعمال لم تنته بعد والاجتماع كان طويلاً ومفيداً وأخوياً».

لكن مصادر قريبة من عين التينة قالت إن هناك بعض العراقيل والأمور التي تحتاج الى معالجة واستكمال عبر المساعي التي تنشط على اكثر من جبهة، لتذليلها وإزالتها «قريباً جداً» واضافت: «ان الأجواء إيجابية».

وكان المطارنة الموارنة قد دعوا في ختام اجتماعهم الشهري أمس الى «الخروج من الخلل» الذي ترتب على مرور موعد الاستحقاق الرئاسي «من دون ان يكون للبنان رئيس منتخب»، وأعربوا في بيان أصدروه في ختام اجتماعهم برئاسة البطريرك نصر الله صفير في بكركي عن تخوفهم من ان يؤدي ربط الاستحقاق الرئاسي بـ«شروط مسبقة» إلى إعاقته «الى ما لا نهاية».

وكانت صحيفة لبنانية معارضة قد تفردت امس بنشر نبأ عن لقاء ليلي تم أول من أمس بين قائد الجيش، العماد ميشال سليمان، وأمين عام حزب الله، غير ان مصدرا في حزب الله رفض تأكيد النبأ أو التعليق عليه. وتزامنت اللقاءات السياسية امس مع اجتماع عقده الرئيس بري مع هيئة تحديث القوانين في مجلس النواب برئاسة النائب روبير غانم الذي اوضح انه تم التوافق بين الهيئة والرئيس بري على «كل الخطوات والآليات (الدستورية) التي ستعتمد وتتطلب التوافق بين شركاء الوطن من اجل اتمامها وترجمتها الى عمل فعلي في القريب العاجل وملء سدة الرئاسة بانتخاب رئيس وفاقي».

وكان رئيس «جبهة العمل الإسلامي» فتحي يكن قد دعا «كل قوى المعارضة لتسهيل وصول العماد سليمان إلى قصر بعبدا، وليس عرقلة ذلك». من جهته، قال الأمين العام للجامعة الإسلامية الشيخ فيصل مولوي: «لقد ظهر واضحاً ان العماد ميشال عون ـ ومن خلفه المعارضة ـ مستمر في فرض شروطه التعجيزية ولو أدى ذلك إلى تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية وإطالة أمد الفراغ الرئاسي».