زيارة القذافي تفجر أزمة حكومية في فرنسا

ساركوزي يدافع عن ضيفه ملوحا بعقود قيمتها 10 مليارات دولار

ساركوزي أثناء استقباله القذافي في الإليزيه أمس (ا.ب)
TT

تسببت الزيارة التي بدأها الزعيم الليبي معمر القذافي، امس، الى فرنسا في أزمة داخل حكومة هذا البلد، مما اضطر الرئيس نيكولا ساركوزي الى التدخل شخصياً لاحتواء الوضع. وحدثت هذه الازمة خصوصاً بسبب تصريحات وزير الخارجية برنار كوشنير ووزيرة الدولة لحقوق الإنسان راما ياد. وكانت هذه الاخيرة قد أثارت زوبعة من الاحتجاجات داخل الأكثرية اليمينية، بتصريح نقلته صحيفة «لو باريزيان»، أمس، وقالت فيه إنه «يتعين على القذافي أن يفهم أن فرنسا ليست ممسحة يمكن لأي رئيس دولة كان إرهابيا أم لا، أن يمسح بها الدم الذي لطخت بها أعماله المشينة رجليه».

وهاجم ساركوزي منتقدي زيارة القذافي ووصفهم بـ«معطي الدروس» الذين «يتمتعون بصباحهم ويرشفون قهوتهم في حي سان جيرمين» الذي يرتاده المثقفون. ويبدو أن ساركوزي كان يستهدف الفيلسوف الفرنسي برنار هنري الذي انتقد زيارة القذافي بكلمات قاسية، حيث تساءل «كيف تستقبل فرنسا قاتلا من طراز القذافي؟».

وكان من بين الحجج التي قدمها ساركوزي العقود التي ستبرم خلال الزيارة مع الجانب الليبي. وبينما أشار نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام الى أن القيمة الإجمالية للعقود ستصل الى ثلاثة مليارات يورو، فإن ساركوزي أعطى رقما أضخم من ذلك بكثير؛ إذ أشار الى أن قيمة العقود ستصل الى 10 مليارات يورو. ومن بين العقود التي وقعت أمس عقد لبيع ليبيا محطة نووية ستستخدم لتحلية مياه البحر ومجموعة من العقود العسكرية وأخرى مدنية.