مسؤولون: «الصحوة» قابلة للوصول إلى 100 ألف بالعراق

مستشار رايس: تراجع العنف قرار سياسي في إيران على أعلى مستوى

متطوعون من عناصر «الصحوة» يقومون بتفتيش السيارات في حي الأعظمية السني في بغداد أمس (أ.ب)
TT

قال مسؤولون عسكريون أميركيون في العراق، إن قوات الصحوة» ومعظمها من متطوعين سنة، يعملون في مناطقهم على إعادة الأمن واجتثاث «القاعدة»، أصبحوا جزءا أساسيا من الاستراتيجية الأميركية لتحقيق استقرار العراق، وأثنوا على الحركة كثيرا لتحويلها المناطق التي كان العنف يتحكم فيها إلى مناطق هادئة.

ويقول الأميركيون إن عدد «قوات الصحوة» المقدر حاليا بين 60 و80 ألفا، قابل لأن يصل إلى 100 ألف شخص، لكن هذا يخلق مخاوف لدى الحكومة العراقية، التي تخشى ان يكون ذلك مقدمة لحرب أهلية بينها وبين الميليشيات الشيعية.

وقال الكولونيل مارتن ستانتون رئيس المصالحة الوطنية والإشراك للقوات المتعددة الجنسيات ـ العراق، إن الجيش الأميركي غير واقع بأوهام بما يخص الحياة السابقة لأعضاء الصحوة أو الأسباب التي جعلتهم يغيرون مواقفهم.

وظهر تأثير «الصحوة» في بغداد، فقبل أشهر قليلة فقط كان حي الفضل السني في الواقع، منطقة يصعب الوصول اليها، وعمال البلدية يخشون الدخول الى المنطقة. ويبدو الحي في الوقت الحالي مستيقظا بعد نوم طويل. وافتتحت مجددا مقاه عدة في ديسمبر (كانون الأول) بعد أن كانت مغلقة لفترة أشهر.

وعلى صعيد آخر، قال ديفيد ساترفيلد، منسق الشؤون العراقية ومستشار وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ان القيادة الإيرانية تتحرك «على أعلى مستوى» للتضييق على الميليشيات الشيعية، التي تدعمها في العراق. واعتبر أنه اذا لم يكن واضحا تراجع تدفق الأسلحة الآتية من ايران، فإن التراجع العام في عدد الهجمات في العراق «ينبغي ان ينسب الى قرار سياسي من الايرانيين». وقال ساترفيلد «لقد لاحظنا خفضا متواصلا في بعض اشكال العنف من جانب مئات الاشخاص، ولا يمكن رده فقط الى «عوامل داخلية في العراق». واضاف «اذا ما جمعتم كل هذه العوامل، فذلك لا يكفي الا اذا اخذتم بالاعتبار ايضا ان القيادة الايرانية اضطرت لقول او لفعل شيء ما». وقال مسؤول اميركي اخر لم تكشف هويته؛ أن ايران اجرت «تغييرا ذكيا في تكتيكها» في العراق، لان اعمال العنف تثير الغضب لدى العراقيين بمن فيهم الشيعة.

من جانبه رحب قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس بالتقدم الأمني الذي احرز في العراق، لكنه اعتبر انه لا يزال «هشا». وقال «طبعا، نريد في اسرع وقت تقليص الضغط الميداني على قواتنا، مع الإقرار بأن ما تحقق يظل متواضعا وهشا في مجالات عدة». في غضون ذلك, شن الطيران الحربي التركي، غارات جوية مكثفة على عدد من القرى في جبال شمال العراق أمس. وقال جبار ياوار المتحدث باسم قوات الأمن الكردية (البيشمركة) في العراق، ان طائرات تركية قامت اولا بجولات استطلاع حول جبل قنديل على الحدود بين العراق وتركيا، حيث المقر العام لمسلحي حزب العمال الكردستاني، قبل ان تقصف عددا من المواقع. ولم تتوفر حصيلة عن الخسائر التي نجمت عن تلك الغارة. من جهته، قال الزعيم الكردي مسعود بارزاني، إن الغارات التركية تستهدف «فكرة وجود منطقة كردية تتمتع بالاستقلال» في إشارة إلى إقليم كردستان.