بشهادة الفنان المشهور ليوناردو دافينشي كعكة البانيتوني.. حلوى الأعياد في إيطاليا

روما: عبد الرحمن البيطار

TT

تتباهى مدينة ميلانو بحلوى الأعياد، وينتظرها الصغار والكبار بلهفة وشوق كل عام. تقول إعلانات حلوى البانيتوني على شاشة التليفزيون الايطالي هذه الأيام، إن «بابا نويل» جاء من القطب الشمالي، وخرج من المدفأة مخاطبا الأطفال: جئتكم بالبانيتوني فافرحوا وإلا فكيف أدعي أنني بابا نويل من دون البانيتوني! الكعكة عبارة عن خبز ذهبي اللون من الدقيق الأبيض، مخلوط بالزبدة والبيض والسكر ينضج في قالب بشكل قبة اسفنجية منفوخة، لأنه يحتوي على خميرة تجعل العجين حامضا، ويضاف اليه الزبيب وبعض الفواكه المجففة كقطع من قشرة الليمون أو البرتقال، ويبلغ علو الكعكة 15 سنتمترا ووزنها كيلوغراما واحدا، وتقسم الى قطع عمودية قبل تناولها. تختص ميلانو بهذا النوع من الحلويات الموسمية منذ أيام الامبراطورية الرومانية، قبل أن يعرفوا السكر الذي نقله العرب الى اوروبا في القرون الوسطى، وكانوا يستعملون العسل أو عصير العنب لتحلية «الخبز العريض» (باللغة اللاتينية التي نشأت عنها الايطالية) أو مربى السفرجل. وتقول الروايات إن البانيتوني هو خبز الأثرياء المعتمد على الوصفة الرومانية القديمة، وأن أحد أبناء الطبقة النبيلة أعجب بابنة الخباز الفقير المدعو توني في ميلانو في القرن الخامس عشر، لذا تخفى كخباز مثل أبيها وصنع لها كعكة من الدقيق والخميرة والزبدة والسكر أطلق عليها اسم «خبز توني» التي تحولت بالايطالية الى بانيتوني ولما علم حاكم ميلانو الدوق سفورزا بالقصة، وافق على زواج الشاب والفتاة بحضور الفنان المشهور ليوناردو دافينشي وذاع صيت تلك الكعكة منذ تلك الواقعة. اقتبس الفكرة في أوائل القرن العشرين أحد الخبازين الناجحين في ميلانو، ويدعى أنجلو موتا وأعطى للكعكة شكلها الحالي عام 1919 بعد أن ترك العجين يتخمر ليوم كامل كي ينتفخ أثناء خبزه في الفرن. ما زالت شركة موتا قائمة حتى الآن وكبيرة الشهرة وقد اشترتها مؤخرا شركة نستله السويسرية للشوكولاتة والأطعمة، بينما قام خباز آخر في ميلانو يدعى جواكينو ألمانيا بتعديل الوصفة قليلا عام 1925.