مدن أوروبية تلغي قواعد المرور والإشارات

أرغمت الناس على الاعتماد على البديهة

TT

عاشت مدينة ألمانية لسنوات وهي تعاني مشكلة مرور بائس. ففي كل يوم تزدحم آلاف السيارات والشاحنات الكبيرة في الشارع الرئيسي ذي المسارين مما يرغم المشاة وركاب الدراجات الهوائية الى التحرك السريع من اجل الحفاظ على حياتهم.

ولم تفعل العلاجات المألوفة شيئا. ولهذا قرر مواطنو بوهمتي ان يقوموا بمخاطرة كبيرة فمنذ سبتمبر (ايلول) الماضي كانوا يغيرون الأرصفة ويزيلون الحواجز وكذلك علامات الشارع كجزء من خطة راديكالية للتخلي عن كل قواعد المرور تقريبا وارغام الناس على الاعتماد على البديهة واللياقة بدلا من ذلك. وهذه الطريقة في ادارة المرور التي تعرف باسم الفراغ المشترك تكسب موطئ قدم في اوروبا. فقد أطفأت مدن في هولندا والدنمارك وبريطانيا وبلجيكا أضواء المرور وأوقفت الاشارات في محاولة لتحويل الشوارع الى الجميع. والافتراض ان السائقين معتادون على امتلاك الطريق ونادرا ما يولون اهتماما لحدود السرعة او اشارات التحذير. ويجري التفكير بان ازالة اضواء المرور وإشارات الطرق سيسبب اثارة اعصاب السائقين وبالتالي الى التقليل من سرعتهم.

وقد دعم الاتحاد الأوروبي برامج الفراغ المشترك في سبع مدن في خمسة بلدان. وينتشر الاهتمام بالموضوع في انحاء مختلفة من العالم، حيث ارسلت مدن من دول تمتد من أستراليا حتى كندا مبعوثين الى اوروبا لرؤية ما اذا كانت التجربة تفعل فعلها. وفي السادس من نوفمبر افتتح جزء صغير من شارع بيرمين الرئيسي للمرور بدون اشارات وحواجز. وبدون فراغات عليها علامات كان بوسع الناس ايقاف سياراتهم اينما يريدون طالما انهم لا يتركونها في منتصف الطريق. وكان الرصيف الجديد بلون الآجر الأحمر وهو ما يعطي اشارة الى السائقين بأنهم يدخلون منطقة خاصة. ولم تبق سوى قاعدتين للمرور. لا يمكن للسائقين ان يتجاوزوا سرعة الثلاثين ميلا في الساعة، وهي حدود السرعة في المدن الألمانية. وعلى الجميع ان يسير الى اليمين بغض النظر عما اذا كانت سيارة أو دراجة أو عربة طفل.