«الأدب الرقمي» يطالب بحقوقه

البعض يبشر بابتلاعه «الأدب الورقي»

TT

منذ أن أصدر ميشيل جويس أول «رواية تفاعلية» في العالم بعنوان «الظهيرة قصة» أو a story Afternoon عام 1986، مستخدمًا برنامجا خاصا بكتابة النص المتفرع، توالت بعد ذلك الروايات التفاعلية في الأدب الغربي. وظهر ذلك جليا في تجارب مثل تجربة، بوبي رابيد في «الرواية التفاعلية» وروبيرت كاندل في «الشعر التفاعلي». غير أن تلك التجارب الرقمية الجديدة بالعربية، قوبلت برفض شديد من قبل المتمسكين بالتقليد الورقي، حيث اتهم هؤلاء دعاة الأدب الرقمي بتقويض أركان قرون طويلة من الكتابة الورقية، وإنتاج أدب بلا مشاعر إنسانية. بل ذهب بعضهم إلى وصف الأدب الرقمي بالخرافة، وبأنه «زوبعة في فنجان» لا تلبث أن تزول لصالح الأدب الورقي الأصيل. في المقابل توقع الرقميون زوال الأدب الورقي ونسخه المطبوعة، لصالح الأدب الرقمي ابن الثورة التقنية المتسارعة التي تجتاح العالم.

يقول الناقد سعيد الوكيل «النوايا الطيبة لا تكفي لأن تصنع نوعا أدبيا جديدا! أقول هذا ليكون تعقيبا مبدئيا ـ لا يخلو من مرارة ـ على ما دأبت عليه الصحافة العربية (المطبوعة والإلكترونية) ـ في الفترة الأخيرة، من مطالعتنا بالتبشير بميلاد أدب عربي جديد وبداية عصر الواقعية الإلكترونية، وبأن بعض أدبائنا اخترع في إبداعه الأدبي تقنية رواية الواقعية الرقمية، بل وصل الأمر إلى حد الإعلان عن الحاجة إلى مدرسة نقدية توائم بين أبجديات النقد التقليدي، وتقنيات الكتابة الرقمية بأدواتها الحديثة، والتي تشكل الكلمة أحد عناصرها فحسب، وهذه كلها لعَمْري أضغاث أحلام». فيما يقول الأديب حسين سليمان عن تجربة الواقعية الرقمية تحت عنوان «محمد سناجلة والكتابة الرقمية وتغييب مفهوم الأدب»: «لقد غمرني إحساس حين قرأت عن التجربة منذ حوالي سنتين مرفودا مع احد المقاطع من الرواية الرقمية التي كتبها الكاتب، أن هناك قصورا في إدراك ماهية الأدب باعتباره يقوم على الكلمة المكتوبة فقط، إن كانت على الشاشة أم على الورق. فالكلمة المقروءة وفي أضعف حالاتها (المسموعة منها) هي ما يقوم عليها الأدب.