العلماء يكتشفون آلية شعور الفرد بالبرد

الإحساس بالبرد أسرع من الحر

TT

كشف باحثون أميركيون النقاب عن آلية إحساس الأعصاب بالبرودة لدى لمس أحدنا قطعة من الثلج، أو تعرضه لنسيم منعش من الهواء البارد. وقالوا إن إدراك الأعصاب لتعرض الجسم للبرودة، يعتمد على مدى وجود وتفاعل بروتينات معينة في جدران الخلايا العصبية.

وقال الدكتور ديفيد ماك كيمي وزملاؤه الباحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا، إن أكثر من 75% من الأعصاب المعنية بالإحساس بالبرودة تستخدم نظام بروتينات «تي آر بي إم ـ 8» في التعرف على مدى واسع من درجات الإحساس بالبرودة. لكن هذا النظام البروتيني أكثر استخداماً حال شعور الخلايا العصبية بدرجات غير مؤلمة من البرودة، لأن هناك أنظمة أخرى تُستخدم بشكل رئيسي حال تعرض الجلد مثلاً للحروق الناجمة عن الصقيع.

وثمة في الجسم منظومة واسعة الانتشار من الخلايا العصبية المتخصصة في الإحساس، ومن ضمنها الخلايا العصبية المعنية بالإحساس الحراري، والتي تشمل نوعاً متخصصاً في الإحساس بارتفاع الحرارة والدفء، ونوعاً متخصصاً في الإحساس بالبرودة. وترصد «خلايا الإحساس الحراري» تعرض الجسم لأي تغيرات في درجات الحرارة، لتنقلها كرسائل إلى مناطق معنية في الدماغ. ويظل إحساسنا بالبرودة أسرع من إحساسنا بالحرارة، لأن الألياف العصبية المستخدمة في توصيل رسالة «البرودة» مغلفة بمادة مايلين وسريعة في التوصيل، بينما توصيل رسالة «الحرارة» يمر عبر ألياف عصبية بطيئة التوصيل وغير مغلفة بمادة مايلين. والإحساس بالبرودة أهم بالنسبة للجسم، لضبط عمل «مركز تنظيم حرارة الجسم» الموجود في منطقة ما تحت المهاد من الدماغ، ولتنشيط عملية إغلاق الجفن وترطيب القرنية وتغليفها بكمية من مياه الدمع، ولإعطاء طعم ألذ، أو طعم غير مستساغ، لما يضعه المرء في فمه من المأكولات أو المشروبات. وتكتسب الدراسات العلمية حول فهم آلية الشعور بالبرودة، أهمية من جوانب عدة، منها توسيع فهمنا لآلية إحساس الأعصاب الطرفية بالألم والتعب واللذة والحكة وغيرها، كي يُمكن التوصل إلى وسيلة فاعلة في التعامل مع ما يُضايق الإنسان منها، مثل الشعور بحرارة الفلفل الحار واستخدامات تأثير مادة كابسياسين، المسؤولة عن حرارة الفلفل، على ألم الجروح، والشعور ببرودة النعناع وتأثيراته لتخدير الأعصاب.