لعبة القط والفأر بين الإرهابيين والاستخبارات .. تكشف لغة جديدة

«زار الصين» تعني تدرب في معسكرات السودان.. و«مستشفي» تعني «السجن» و«سائق تاكسي» تعني «مهاجم انتحاري»

TT

أنتجت لعبة «القط والفأر» بين العناصر الارهابية المشتبه فيهم ورجال المخابرات، لغة جديدة وحيلا متنوعة تستخدمها الفئة الاولى، لتفادي المراقبة اللصيقة من الفئة الثانية. وتطورت هذه الحيل خلال السنوات الأخيرة مع التطور التكنولوجي. وظهرت في عصر أقمار التجسس والكاميرات الامنية وشبكات الانترنت التي تحتفظ بكل شيء بمجرد النقر على المفاتيح، خدع بسيطة غير متقدمة تكنولوجيا يستخدمها الارهابيون المشتبه فيهم لإخفاء وسائل اتصالاتهم، وجعل الحياة صعبة بالنسبة للسلطات الذين كانت تأمل في ان يمنحهم التقدم التكنولوجي السيطرة. وعبر اوروبا يتجنب ناشطو القاعدة والمتعاطون معها اماكن يعتقدون انها مجهزة بأجهزة تنصت، مثل المساجد والمكتبات الاسلامية، طبقا لما ذكره خبراء الارهاب. وفي عديد من الحالات يعود المشتبه فيهم للطبيعة ـ يتركون المدن للمشاركة في معسكرات او رحلات في وسط الطبيعة لكي يتمكنوا من مناقشة المؤامرات بدون الخوف من التنصت عليهم.

وفي بريطانيا، يحاكم رجل يطلق على نفسه اسم «اسامة بن لندن» ضمن مجموعة من خمسة اشخاص بتهمة تشغيل معسكرات لتدريب الارهابيين في مناطق نائية، وسط الغابات، وشارك في المعسكر اربعة اشخاص حاولوا فيما بعد احداث تفجيرات في شبكة مواصلات لندن في 21 يوليو 2005. وفي قضية اخرى في لندن، سيحاكم مهاجر اوغندي في الشهر الحالي بتهمة تلقي تدريبات ارهابية في نيوفورست، الذي كان موقعا للصيد للاسرة المالكة تم تأسيسه في القرن الحادي عشر. على يد وليام الغازي. ويستخدم الناشطون برنامج سكايب للاتصالات الهاتفية وغيره من وسائل الاتصال عبر الانترنت، التي يصعب اكتشافها او التنصت عليها. وفي بعض الاحيان اظهروا قدرات ابداعية، من خلال إنتاج متفجرات مصنوعة من الاسمدة، يتم شراؤها من المحلات الكبرى دون انتباه أحد. وقال ارماندو سباتارو نائب المدعي العام في ميلانو ان الارهابيين المشتبه فيهم «اصبحوا اكثر حذرا. وهم يعرفون اننا نتنصت على محادثاتهم ونتابع حركة هواتفهم النقالة». ويستخدم هؤلاء الناشطون غرف الدردشة الانترنتية لغرض التواصل وتصعيب مهمة المحققين. ويقومون ايضا بالاختلاط بالناس من خلال القيام باعمال عادية وإرسال أطفالهم إلى مدارس عامة وبذل الجهود كي لا يظهروا بمظهر الأشخاص المتزمتين على صعيد الملابس. وحينما يتكلمون عبر الهاتف يتكلمون بلغة ملغزة لإخفاء المعاني الحقيقية لكلماتهم. ويقول أحد المشتبه فيهم خلال محاكمة في المانيا إن كلمة «سائقي التاكسي» تعني المهاجمين الانتحاريين وكلمة «مستشفى» تعني السجن، إشارة إلى اعتقال شخص ما، بينما أولئك الذين زاروا «الصين» فيعني أنهم يتدربون في معسكرات بالسودان.