الوثائق الأميركية: الملك فيصل قال أنا لست عنصريا وكنا نسمي اليهود بيننا «اليهود العرب»

محضر اجتماع يعكس حوارا صريحا اعترف فيه كيسنجر بتأثير جماعات الضغط

TT

أبرزت الوثائق السرية التي رفعت دار الوثائق الوطنية في واشنطن، السرية عنها الشهر الماضي، وتنشرها «الشرق الأوسط» على حلقات، أن محضر اجتماع الملك فيصل ووزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر في عام 1973، كشف عن حوار صريح خلال جلسة مباحثات عقدت في الرياض بين البلدين. وجاءت جلسة المباحثات ما بعد حرب أكتوبر 1973 والحظر النفطي العربي، حيث قال الملك فيصل لكيسنجر «أنا متأكد بأن اسرائيل ستنسحب في نفس اللحظة التي تعلنون فيها أنكم لن تحموها، ولن تدافعوا عنها، ولن تدللوها».

وفي إحدى المداخلات قال الملك فيصل «قبل تأسيس إسرائيل، لم يوجد ما يعرقل العلاقات بين العرب واليهود. ولم يكن هناك سبب يدعو العرب لمقاومة اليهود. وكان هناك يهود كثيرون يعيشون في دول عربية، وكنا نسميهم «اليهود العرب». وفي مقطع آخر يبين الملك فيصل لوزير الخارجية الأميركي «كما يلاحظ سعادتكم سريعا، لا تطابق مصلحة إسرائيل مصلحة الولايات المتحدة.. لست عنصريا (كراهية اليهود) عندما أقول ذلك.. ونحن نتعامل في هذه المنطقة مع ناس بنفس هذا المقياس، سواء يهود أو غير يهود. وهدفنا هو إحقاق الحق. ولهذا، يجب أن تتأسس في فلسطين دولة مختلطة من المسلمين واليهود. وفي مداخلة لكيسنجر ردا على الملك فيصل قال وزير الخارجية الأميركي، ما بين سنتي 1967 و1973، «يا صاحب الجلالة، لم تنجح الولايات المتحدة في تحقيق شيء حاسم لحل مشاكل الشرق الأوسط. خلال السنتين الأخيرتين، بذل روجرز، وزير الخارجية قبلي، ومساعده سيسكو، جهودا. لكنها لم تكن مدعومة بكل القوة والنظام الأميركي. لم يكن هذا ذنبهما، وذلك لأننا، يا صاحب الجلالة، كنا حتى السنة الحالية مهتمين بالحرب في فيتنام. وأيضا، كنا نعرف صعوبة مواجهة العاصفة الداخلية» (يقصد اللوبي اليهودي).