فيروز في البازار السياسي بـ «صح النوم»

مقرب من جنبلاط دعاها لعدم الغناء في دمشق.. والرحباني يرفض أن ينتقدها الذين لا يجيدون إدارة البلاد

TT

أثارت رسالة النائب أكرم شهيب، عضو كتلة النائب وليد جنبلاط، الى المطربة فيروز، التي طالبها فيها بعدم الغناء في دمشق ردود فعل متباينة. فقد اعتبر البعض ان المناسبة فنية ولا مشروعية لزج الفن في الصراعات السياسية، لاسيما عندما يتعلق الامر بفنانة من قماش فيروز، التي يفترض أنها رمز وطني وعربي يتجاوز الاستغلال الذي طرح الموضوع عبره. أما البعض الآخر فرأى في الرسالة ابعادا سياسية تسيء الى العلاقات بين الشعبين السوري واللبناني بمعزل عن الخلافات بين فريق الاكثرية والنظام السوري.

والمعروف ان فيروز ستقدم مسرحية «صح النوم» في اطار«معرض دمشق الدولي» في28 الشهر الجاري. وكان الطلب الاول الذي وجه اليها بعدم الذهاب الى سورية صادراً عن الملحق الثقافي لصحيفة «النهار» على خلفية اعتقال النظام السوري عددا من المفكرين والكتاب والصحافيين. الا ان الامر أصبح مثيرا للجدل بعد توجيه النائب شهيب رسالته التي جاء فيها: «أن من يحب لبنان الوطن لا يغني أمام سجانيه، من يغني للحرية، ويغني للقدس، ويغني للضمير والكرامة والغضب والوطن، لا يغني لجلادي الاحرار».

وأضاف: «لا تغني «صح النوم» في دمشق، فهؤلاء الحكام لم يستيقظوا بعد، لم يستيقظوا من جورهم ومن دم الاحرار في لبنان الذي فيه يغرقون. يا سفيرتنا الى النجوم، أنت رسمت لنا الوطن ـ الحلم فلا تبددي احلامنا فيه». وخلص شهيب الى القول: «السجان يبشر بأنه لن يكون لنا رئيس إلا في آذار (مارس). وآذار يذكرنا بربيع دمشق، دمشق المخنوقة التي كتب عن ربيعها سمير قصير وأحرار كثر، فالى أن يأتي الربيع، لا تغني في دمشق يا فيروز». وردا على رسالة شهيب قال الفنان غسان الرحباني (أبن الفنان الياس الرحباني) لـ«الشرق الاوسط»: «فيروز أكبر من مثل هذا التناول. فهي رمز أعلى من السياسة. وعلى شهيب ان يهتم بأموره ولا يتدخل في فيروز». واذ اعتبر الرحباني ان شهادته بفيروز (زوجة عمه الراحل عاصي) مجروحة، أضاف: «السياسيون الذين لا يعرفون كيف يهتمون بأمن منطقتهم، والذين يعجزون عن إدارة البلاد لا يحق لهم انتقاد فيروز والطلب اليها عدم الذهاب الى دمشق بحجة تحميل النظام السوري مسؤولية جرائم الاغتيال في لبنان. فلينتظروا التحقيق الدولي ونتائجه قبل ان يتخذوا مثل هذه المواقف».