خبراء: «القاعدة» تخسر السكان في كل مكان توجد فيه ويصبح عناصرها غرباء

أبناء الأنبار وأفغانستان تعلموا بالطريقة الصعبة ماذا يعني هؤلاء بأساليبهم الوحشية وطردوهم

TT

يشير الاعتقاد الشائع الى أن «القاعدة» تعود بعد تراجعها في أفغانستان. ويتحدث كثيرون عن نجاحها في قتل رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في باكستان ودعمها للمتمردين الإسلاميين هناك لاعتباره دليلا على ذلك. إلا أنها حقيقة الأمر في رأي خبراء انها تعاني من التقلص والتراجع.

ويقول الخبراء: «في كل مكان كسبت فيه «القاعدة» قدرا من الهيمنة على السكان المدنيين سرعان ما خسرت الترحيب بها. وقد حدث هذا في كابل وفي محافظة الأنبار غرب العراق. وقد يحدث أيضا في باكستان كرد فعل على قتل بوتو». ونقطة ضعف «القاعدة» هي أنها حيثما تذهب يظل أفرادها غرباء. وهذا ليس السبيل لإقامة الخلافة على نطاق عالمي.

وأشار خبراء أميركيون في الإرهاب الى ان الناس قد لا يحبون الأميركيين في العراق وأفغانستان، ولكن بالمقارنة مع المناهج الوحشية لأتباع بن لادن نصبح بديلا مقبولا. وهذا صحيح، خصوصا أننا سنعود الى الوطن في خاتمة المطاف. وردت بوتو ذات مرة على صديق كان يشعر بالقلق بشأن سلامتها، قائلة «المسلمون لا يقتلون النساء». وكانت على حق جزئيا، ولكن «القاعدة» تفعل ذلك. فقد قتل أفرادها مدنيين مسلمين أكثر من الضربات الجوية التي أخطأت هدفها في العراق وأفغانستان معاً. والفارق أن الأميركيين وحلفاءهم يشعرون بالندم على هذه الحوادث ويحققون فيها، بينما «القاعدة» تخطط لها وتحتفل بها.

وأضاف الخبراء «ما نستطيع القيام به هو تعرية أعدائنا من المتطرفين الأصوليين لما هم عليه. وتعلم أبناء أفغانستان والأنبار وبالطريقة الصعبة ما يعنيه هؤلاء وتمكنوا من طردهم خارج مناطقهم. لكن حينما تقتل «القاعدة» عددا من الأبرياء نحن نرفع تقريرا عن الحادث كإحصاءات من دون طرحها ضمن سياقها الحقيقي. نحن نريد مساعدة المسلمين كي يفهموا حقا كيف يعامل هؤلاء الأشخاص المسلمين الآخرين».