تغطية الإعلام لـ «الاثنين الأسود» أزمة مالية برتبة «تسونامي»

صور لناحبين .. ومقالات الرأي بين «من الملام؟» و«نصائح للصمود»

TT

إذا ما اكتفيت بالنظر إلى الصور التي تصدرت الصفحات الأولى لغالبية الصحف الأميركية والبريطانية والدولية الصادرة أمس، قد تدفعك صور الناحبين والباكين إلى الاعتقاد بأن العالم تعرض لـ«تسونامي» آخر!.

فقد كان الشغل الشاغل لنشرات الأخبار التلفزيونية والتقارير الصحافية خلال الأيام الماضية هي أزمة أسواق المال في الولايات المتحدة، وتداعيات ذلك على أسواق المال العالمية، لذلك لم يكن مستغربا أن يأتي أحد عناوين جريدة «الشرق الأوسط» بالأمس على الصفحة الأولى ليقول «عدوى الاثنين الأسود تنتقل للأسهم العربية».

فقد اتجهت غالبية الأنظار خلال الأيام الماضية صوب مؤشرات أسواق المال، ووضعت الأيادي على القلوب بعد أن فقدت الأسواق العالمية الكثير من قيمتها السوقية لتعاظم الخوف من أن يصاب الاقتصاد الأميركي بحالة ركود بسبب أزمة الرهن العقاري التي قد تنعكس بالتالي على الاقتصاد العالمي.

جريدة لوس انجليس تايمز عنونت بالقول «الخفض يهدئ الأسواق فيما المخاوف تلوح على المدى البعيد». وخصصت مساحة كذلك على صفحتها الأولى لتوضح للمستهلك من المتضرر ومن المستفيد من هذه الأزمة بقطعة عناونها «إذا كنت مديونا فإنك محظوظ» موضحة أن التحرك الأخير أن خفض اسعار الفائدة سيساعد الحاصلين على ديون، ويضر الموفرين. أما الـ«وول ستريت جورنال» فقد خصصت جل صفحتها الأولى لتغطية القصة وتبعاتها العالمية، فيما النيويورك تايمز كتبت على صفحتها الأولى «خفض فدرالي مفاجئ لتهدئة الأسواق»، وجاء عنوان الواشنطن بوست مقاربا. فيما أخذت صحف التابلويد مثل «نيوزداي» النيويوركية على عاتقها نصح المواطنين وشرح كيف سيؤثر التدخل عليهم مباشرة. أما على صعيد الصحف البريطانية فقد كتبت صحيفة «فاينانشال تايمز» الاقتصادية البريطانية «الاتحادي يخفض أسعار الفائدة ليوقف عمليات البيع»، مخصصة نصف صفحتها الأولى لتغطية القصة وتداعياتها. من جهة ثانية، عنونت الـ«ديلي تلغراف» البريطانية قائلة «أميركا تتحرك بهلع لوقف الانحدار»، فيما أخذت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية منحى أكثر دولية، لتقول في عنوانها الرئيسي: «خفض في النسب فيما الحكومات تحاول تهدئة الأسواق». هذا فيما اختارت صحيفة «ذا تايمز» اللندنية عنوانا لافتا على صفحتها الأولى هو عبارة عن اقتباس مباشر لحاكم مصرف انجلترا، ميرفين كينغ، يقول: «تحكمنا محدود بالرياح التي تعصف باقتصادنا».