تفسيرات علمية جديدة لظاهرة الإفراط في الأكل

أدمغة البدينين لا تنبئهم بوصولهم إلى حالة الشبع

TT

توصل باحثون من الولايات المتحدة إلى تحديد منطقة في الدماغ تعمل على إثارة الرغبة لدى البعض في تناول المزيد من الطعام بما يفوق حد الشبع. وقال الباحثون إنه من المحتمل الاستفادة من هذا الاكتشاف في وضع استراتيجية علاجية للسمنة عبر استهداف زيادة نشاط تلك المنطقة الدماغية المتحكمة بالشعور بالجوع.

وبهذا تزداد وضوحاً ملامح صورة تلك العلاقة بين الدماغ من جهة وبين كل من شهية الأكل والجوع والشبع من جهة أخرى. وتكتسب الدراسات والبحوث الطبية حول دور الدماغ في تنظيم وضبط شهية الأكل ومقدار ما يتناوله المرء منه أهمية عالية اليوم، نظراً للانتشار «الوبائي» لحالات كل من السمنة وزيادة الوزن. وشهدت السنوات القليلة الماضية طفرة في معرفة الطرق التي تتحكم وتضبط رغباتنا في تناول الأطعمة، والتي إذا ما حصل فيها أي اضطرابات، ظهرت مشاكل السمنة أو زيادة الوزن. ويُعتبر اكتشاف هرمون ليبتين عام 1994 اختراقا تاريخيا رئيسيا في حقل دراسات العلوم العصبية لفهم السمنة. ويضبط هرمون ليبتين شهية الأكل عبر التفاعل مع مناطق معينة في الدماغ معنية بالشعور بالمكافأة والمردود، ما يجعل من تناول أطعمة شهية معينة أكثر متعة للإنسان. وفي الدراسة الأميركية الجديدة، استخدم الباحثون من مختبرات بروكهافن القومية، التابعة للحكومة الأميركية، تقنية تصوير النشاط الوظيفي لمناطق الدماغ بالرنين المغناطيسي. ووجدوا أن نشاط مناطق معينة في الدماغ، وتحديداً في المنطقة الدماغية المعروفة باسم «اللوزة الخلفية اليسرى»، كان منخفضاً عند امتلاء معدة الأشخاص من ذوي الوزن الزائد، بالمقارنة مع نشاط تلك المناطق الدماغية لدى الأشخاص الطبيعيين في الوزن. كما لاحظوا أيضاً أن تلك المنطقة الدماغية تتفاعل بشكل ضعيف مع رسائل المعدة إليها حال امتلائها بالطعام، كما لا تتفاعل مع امتلاء المعدة بكميات متوسطة من الطعام.

وعلق الدكتور وانغ على هذه النتائج بالقول إنها تعطينا أدلة جديدة للإجابة على التساؤلات حول استمرارية البعض في تناول الطعام بالرغم من تناول كميات معتدلة ومتوسطة وكافية منه.