«تطويق» المستهلك.. أكواب القهوة تدخل ضمن حسابات المعلنين

«إعلانات الأماكن العامة» قطاع يقدر بـ 57 مليون إسترليني

المعلنون يعملون على استغلال «العلاقة» بين محتسي القهوة وكوبه التي تستمر بمعدل 21 دقيقة («الشرق الأوسط»)
TT

إذا كنت من رواد أحد محلات القهوة السريعة المعروفة، مثل «ستاربكس» أو «كوستا» أو غيرهما، فلعلك معتاد أن تسمع أسئلة تقليدية يرددها عليك النادل مثل «كبير أم وسط؟» أو «بحليب أو بلا حليب؟»... لكن توقع أن تُسأل قريبا إن كنت تريد قهوتك «بإعلان أم بدون إعلان»!

فمع الانتشار السريع لظاهرة ارتياد هذه المقاهي، ظهرت «نافذة استراتيجية» لم يستطع مصممو الحملات الإعلانية الذين يتسابقون دوما على إيجاد مساحات جديدة تحمل أعمالهم، مقاومة وجود «فراغ» يمكن استغلاله على ظهر الأكواب البلاستيكية التي يصب بها الـ«كابتشينو» والـ«مكياتو» لمن يرغب في أخذه «سفري» أو «تيك أواي»، لتناوله في المكتب على الأرجح.

وعلى الرغم من كون الكثيرين يتضايقون من «غزو» الرسائل الاعلانية لحياتهم بهذا الشكل المكثف (وصولا إلى لوحات إعلانية أعلى كراسي المراحيض في عدد كبير من المطاعم بالغرب، بحيث لا مفر من أن يتأمل الشخص اللوحة التي أمامه طوال فترة قضائه حاجته)، فإن هذا النوع من الاعلان غير التقليدي، الذي يعرف بـ«إعلانات الأماكن العامة»Ambient media (أو «الخاصة» في حال مثال دورات المياه) تقدر قيمته بـ 57 مليون جنيه استرليني سنويا بحسب إحصاءات شركة أبحاث السوق البريطانية «هيلكس».

وبالعودة إلى إعلانات أكواب القهوة تحديدا، يمكن معرفة حجم أهميتها باستعراض سريع للأرقام، فالبريطانيون مثلا يشربون نحو 31 مليون كوب من القهوة سنويا، ويبقى الكوب بحوزة الشخص بمعدل 21 دقيقة، ما يفوق مدة النظر إلى أي لوحة إعلانية.. هذا في حال انتبهت إليها أصلا. ولعل ذلك هو ما دفع شركات إعلانية عدة بالخوض في محادثات مع محلات القهوة الكبرى، ولعل توقيع شركة «تايبلتوك ميديا» لصفقة في هذا السياق مع مقاهي «كوفي ريبابليك» قبل نحو عام كان البداية.

أما إذا كنت من المناهضين لهذا الغزو الإعلاني ولا تريد أن «تلوث» كوبك بالرسائل التجارية في حال عمم هذا النموذج عالميا، فربما عليك أن تتناولها داخل المقهى بفنجان غير بلاسيتيكي بدلا من اصطحابها معك، لكنك بجميع الأحوال ستكون عرضة للـ«قصف» الدعائي من حيث تدري أو لا تدري... وفي المرة المقبلة التي تسحب بها نقودا من جهاز الصرف الآلي، فما عليك سوى أن تنظر الى خلفية «الوصل» الذي تلفظه الآلة بعد كل عملية، فإذا لم تكن هناك رسالة إعلانية فعلا، فستكون هناك رسالة تدعو المعلنين إلى استغلالها.