كرة القدم في أوراق أدباء العالم

TT

بينما يتنازع مئات من اللاعبين الفرص، هذه الأيام، لتسجيل أهداف تضمن لهم البطولة ولفرقهم الفوز بكأس الأمم الأفريقية، لا يكف أدباء العالم عن التفكير في ظاهرة كرة القدم ومتعِها. والتقليب في أوراق الأدب يكشف لنا صفحاتٍ كتبها كبارٌ في الشعر والنثر عن كرة القدم؛ ومنهم من فاز بجائزة نوبل. هذا في الغرب، أما عند العرب، فإننا نادرا ما نجد أثراً كبيراً لهذه اللعبة في الإبداع العربي. الأدباء العرب متهمون بالاستعلاء على الساحرة المستديرة، والسخرية منها ومن أبطالها، وتبدو الرياضة لهم ترفيهاً سفيهاً في عالم السياسة، ولعبة من السلطة لإلهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية، على الرغم من أن الجميع يتفرجون عليها ويستمتعون بها سراً، ويلعنونها علناً.

وإذا فتشنا في الأوراق الإبداعية العربية، نجد كرة القدم في مشاهد بعض الروايات، تأتي لملء الفراغات بين الأحداث، أو لبيان أن الشخصية المتابعة لمباريات الكرة لاهية عن الأحداث الحقيقية التي تمر بها أسرتها أو مجتمعها أو بلدها. كذلك الحال في السينما العربية التي قدمت على مدى القرن العشرين أفلاماً قليلة، ينتمي معظمها إلى الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، أبطالها رياضيون، وخاصة رياضة الملاكمة، منها فيلم علي الكسار الشهير «سلفني تلاته جنيه» وأفلام أخرى للكحلاوي وبعض لاعبي كرة القدم. واشتهر دورٌ في السينما لعمر الشريف كان يمارس فيه الملاكمة. كما اشتهر أيضا أحمد رمزي بممارسة نفس الرياضة في الأفلام. ولم تدخل السينما أعماق اللعبة الشعبية الأولى سوى في فيلمين بالعقد الأخير من القرن العشرين؛ أولهما هو «الحرِّيف»، بطولة عادل إمام، ويحكي عن لاعب كرة شوارع، في إطار اجتماعي سياسي شديد الجدية. وفيلم «الدرجة الثالثة» للراحلة سعاد حسني عن حركة جماهير الكرة في إطار تحليل أشمل لحركة الجماهير بصفة عامة.  أما في الغرب، فالأمر مختلف تماماً، فها هو الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر يقول إن «كرة القدم هي مجاز الحياة»، ويرد عليه فيلسوف آخر هو جيفون، مصححاً: «الحياة هي مجاز كرة القدم». وفي رأي الشاعر الشهير تي. إس. إليوت «كرة القدم هي العنصر الأساسي في الثقافة المعاصرة».