«أليكسيثايميا».. عدم قدرة التعبير عن المشاعر

يتصف بها 1 من كل 12 شخصاً ولا تزال غامضة على الباحثين الطبيين

TT

حينما تشير نتائج الدراسات الإحصائية إلى أن ثمة حالة تُسمى «أليكسيثايميا»، يتصف بها واحدٌ من بين كل 12 شخصا من عموم أصحاء الناس، فإن من المثير للاستغراب قلة وندرة حديث الوسط الطبي عن هذه الحالات، سواء في ما يدور بينهم أو في ما يتوجهون به للناس ضمن جهودهم في التثقيف الطبي، وأيضاً عدم اهتمامهم برصد مدى وجود هذه الحالة لدى مرضاهم.

وتعني حالة «أليكسيثايميا» عموماً، عدم القدرة على الكلام حول المشاعر التي تجيش داخل النفس نتيجة لتدني الوعي بوجودها أو فهمها أو التعرف عليها، مصحوبة بضيق أفق الأحلام والطموحات والتخيل، مع اضطرابات في التعامل السليم مع مشاعر الآخرين نتيجة لعدم فهم ما تعنيه لهم بالأصل. وتأثيرات الاتصاف بهذه الحالة، وتبعات ذلك من الناحيتين الصحية والاجتماعية على الشخص، مبنية على هذا القصور في التعامل الذاتي مع المشاعر. ويستخدم المتخصصون في طب النفس عدة مقاييس نفسية طبية لمعرفة مدى وجودها لدى المرء. وأكثرها استخداماً مقياس تورونتو لـ«أليكسيثايميا». إلا أنهم، حتى اليوم، لا يعتبرون حالات «أليكسيثايميا» أحد الاضطرابات النفسية، بل واحدة من السمات الشخصية، التي تتفاوت شدتها فيما بين منْ يتصفون بها، أو بعبارة مجازية فيما بين «المصابين» بها. لكن المحيِّر في الأمر، أن تلك المصادر الطبية تُؤكد أن اتصاف المرء بها يرفع من احتمالات إصابته بأنواع من الأمراض النفسية والبدنية. كما تنخفض لديه الاستجابة للمعالجات الطبية المعتادة، وتقل فاعليتها. وقد تُؤدي إلى تدهور واضطراب في العلاقات مع الغير، في المنزل أو خارجه.