ليالي فيينا.. أنس و«فالس»

الحفلات تزيدها سحراً وروعة

TT

عرف النمساويون منذ القرن الثامن عشر تنظيم حفلات رائعة وراقية يؤدون فيها رقصة الفالس، التي تحورت مع بدايات القرن التاسع عشر لصورة اقرب لأسلوبها حاليا. وكأيِّ جديدٍ يمس الموروثات، كان الأمر فضيحة ان يرقص أبناء الطبقة الارستقراطية بتلك الحميمية علناً، وبخطوات متسارعة مرحة استمدوها من رقصات الفلاحين، بعيدا عن المدن الكبيرة حيث الارضيات الخشبية التي كانت تساعد على الحركة السريعة الرشيقة عكس الارضيات المغطاة بالسجاد الفخم في القصور. ويعتز النمساويون كثيرا بالتقاليد التي تسود هذه الحفلات، ويسعدهم ان يوضحوا مدى اختلافهم عن جيرانهم؛ وفي مقدمتهم الالمان على سبيل المثال ممن يحتفلون في ذات الفترة بالكرنفالات، حيث الازياء التنكرية والالوان الصارخة، والاستمتاع بالمأكولات الشعبية، فيما يحرص النمساويون على اقامة حفلات راقية، يقيمونها في قاعات فخمة وقصور، ويتأنقون لحضورها بملابس السهرة ويزينون صدورهم بأجمل النياشين والاوسمة الرسمية واوشحة من علم البلاد، كما أن هناك حفلات تشجع على لبس الهندام النمساوي التقليدي «تراختن سوخ»، كالفساتين المعروفة باسم الدندل للنساء، والبدلة النمساوية للرجال. وأشهر هذه الحفلات تلك المعروفة باسم «حفلة الصيادين» الذي تستمر طيلة الليل. ويعتبر حفل «الأوبرن بال» الذي يقام بقاعة «أوبرا فيينا» الأفخم والأكبر والأعلى دخلا والأشهر عالمياً.