على الرغم من أنها في محور الشر: أوركسترا أميركية يصفق له الجمهور

واشنطن تلجأ لدبلوماسية الموسيقى مع كوريا الشمالية

TT

للمرة الاولى منذ نحو ستين عاما، تطأ أرض كوريا الشمالية هذا العدد من الاميركيين دفعة واحدة. يوم أمس كان تاريخيا بالنسبة الى كوريا الشمالية. فهي ثارت على نفسها في أكثر من جانب. فقد سمحت لاوركسترا نيويورك الآتي من بلد يصنفها بين بلدان «محور الشر»، بالعزف على أراضيها. وسمحت لمواطنيها الذين اعتادوا ان ينظروا الى كل ما يأتي من الولايات المتحدة نظرة عداء، بالاستماع الى موسيقى «أميركية» عبر بثها الحفل بشكل مباشر على قناتها الرسمية. وفتحت الاتصالات الدولية والانترنت أمام الصحافيين الذين رافقوا الأوركسترا، وهي الدولة الشيوعية التي تسجن كل من يجري اتصالا هاتفيا غير مصرح عنه الى الخارج.

اللقاء كان «إيماءة عن حسن النوايا والصداقة»، كما قال قائد الاوركسترا لورين مازيل في بداية الحفل الذي بدأ بعزف النشيدين الوطنيين الكوري الشمالي والاميركي، وانتهى بعاصفة من التصفيق الذي علا في المسرح حيث تواجد أكثر من 1500 شخص. ويقول محللون، ان واشنطن تنظر لهذه الزيارة على أنها أشبه بمبادرات السلام الثقافية التي طرحتها على خصوم اخرين في الحرب الباردة منذ عقود والتي ساعدت في النهاية على احتواء التوتر.

وكان حوالي 300 شخص، بمن فيهم 106 من موسيقيي الاوركسترا والموظفين والصحافيين وصلوا إلى بيونغ يانغ أمس الاول بالطائرة عن طريق بكين. وأقيم الحفل بعد مرور عام على الاتفاق الذي أبرمته كوريا الشمالية حول برنامجها النووي في المفاوضات السداسية مع الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان.