شهدت القمة العربية في دمشق اتفاقا بين المشاركين على ضعف العلاقات العربية – العربية، ومرورها بمرحلة صعبة. فبعد تغيب نحو نصف القادة العرب عن حضور القمة، شدد المشاركون على الاجواء الغائمة التي تعقد فيها. وفي كلمته الافتتاحية للقمة، قال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الخلافات العربية ـ العربية باتت مثل «غيوم تملأ الجو العربي»، مشيرا الى وجود أزمة ثقة. وقال موسى: «تنعقد هذه القمة والغيوم تملأ الجو العربي، الذي اصبحت قتامته مضرب الامثال، وباتت سلبياته تضرب في جذور النظام العربي وتخلق حالة من الالتباس السياسي والارتباك في الاولويات والاضطراب في العلاقات العربية وتكبيل الحركة الجماعية نحو المستقبل».
وحمَلت السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، جهات لم يسمها، مسؤولية ضرب قرارات الجامعة العربية عرض الحائط، وتعطيل الحلول في لبنان، في الوقت الذي دعت فيه لإيجاد آلية عقوبات رادعة في حالة تعطيل أو عدم تنفيذ أي قرار يصدر عن الجامعة بالإجماع. وقال سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده بالتزامن مع انعقاد الجلسة الافتتاحية لقمة دمشق، «إن القمة العربية المنعقدة في دمشق، لا تبشر حتى الآن بتكريس التضامن العربي المستند الى وثيقة العهد والتضامن التي أقرها القادة العرب في قمة تونس»، مشيرا الى أنها افتقدت الى «روحية حذف الخلافات». اما الزعيم الليبي معمر القذافي فطلب من القادة العرب قبل القائه كلمته وضع السماعات على الاذن افضل من صوت القاعة، ثم استهل حديثه بكلمة: صباح الخير ايها العرب فى كل مكان. وأحدث القذافي ضجة في القاعة عندما قال يمكن أن تقوم حرب فى عام 2008 وتحتل اسرائيل ارضا جديدة، ويطالب العرب بالعودة الى حدود عام 2008، ثم يعترفون باسرائيل. وأضاف «لماذا لا يكون هناك تحقيق في قتل صدام حسين... الدور جاي عليكم كلكم. نحن أصدقاء أميركا قد توافق أميركا على شنقنا في يوم ما». وانتقد القذافي الاوضاع العربية، موضحا «العرب تفرغوا للخصام والشتائم والتآمر على بعضهم البعض حتى مخابرات الدول العربية تتآمر على بعضها». وفيما اوكلت القمة لعمرو موسى ملف تحسين العلاقات اللبنانية ـ السورية, قال الرئيس السوري بشار الاسد في كلمته الافتتاحية أن دمشق تعرضت اخيرا لضغوط من اجل ان تتدخل في لبنان لحل الازمة، مؤكدا انها رفضت ذلك لان الحل في يد اللبنانيين.