حبة الحمص ساهمت في نشأة الحضارات ببلاد ما بين النهرين

إذا غاب عنك الضاني.. فعليك بالحمصاني

TT

يعتبر الحمص من المأكولات الشعبية المرغوبة جدا في كل من لبنان وفلسطين وسورية (الحمص بطحينة والفلافل) ومصر والسودان والمغرب واليونان وايطاليا ومعظم دول حوض المتوسط الأوروبية والافريقية العربية. وهو من أنواع الخضار او البقوليات المحببة والمعروفة في العالم العربي والشرق بشكل عام.

وفيما تم العثور على أول الشواهد التاريخية (7500 قبل الميلاد) على استخدام وزراعة الحمص على نطاق واسع ومنتظم، في كل من اريحا في فلسطين وبعض مناطق تركيا وفرنسا، فإن منطقة «شانا» في الهند عرفته منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد واستخدمته قبائلها الاولى عندما كان يعز الصيد. ولا يزال من المحاصيل الرئيسة هناك حتى الآن. وانتشر الحمص في اليونان وإيطاليا وأوروبا بشكل عام في العصر البرونزي، وكان لاحقا جزءا لا يتجزأ من طعام الامبراطورية الرومانية.

وعلى الرغم من انه ثقيل الهضم نسبيا فإنه يؤكل نيئا ومطبوخا ومشويا ومسلوقا، وهو كالفول من أغنى أنواع البقوليات والخضار بالبروتينات، لدرجة انه كان يستخدم قديما بديلا عن اللحم في أيام الشدة، حيث يقال «إذا غاب عنك الضآني (لحم الأغنام) فعليك بالحمصاني (بائع الحمص)». ولجأ الرومان ـ كما هو الحال مع أهل الهند الآن ـ الى تجفيفه وسحقه واستخدامه كطحين لتحضير الخبز في الكثير من المناطق. ومن الأطباق الهندية المشهورة التي تستخدم هذا الطحين «ميرشي باجي» و«ميراباكيايا باجي». ولا تخفى على أحد شهرة الفلافل في العالم العربي، وهي من الاطباق التي تعتمد على الحمص اعتمادا أساسيا. كما لا يخفى على احد الخلاف التراثي والحضاري والسياسي القديم بين الفلسطينيين وبعض الإسرائيليين اليهود حول حق ملكية الفلافل ومرجعيتها ولا يزال الخلاف يتحول احيانا الى خلاف اكاديمي.