هل يختفي الوجه الإصلاحي لإيران؟

خاتمي قال «كبرت وجاء وقت التقاعد»

خاتمي يدلي بصوته في طهران 14 مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

كلمة صغيرة من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي أقلقت الإيرانيين، سواء اصلاحيين او محافظين. قال خاتمي «لقد كبرت وآن أوان التقاعد». وذلك ردا على سؤال لصحافي إيراني سأله حول احتمالات مشاركته في انتخابات الرئاسة 2009. رد خاتمي أثار تساؤلات: هل هو جاد أم يمزح؟. تصريحات الرئيس الاصلاحي السابق والذي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة، فسرها رئيس البرلمان المحافظ غلام علي حداد عادل، الذي تمر علاقته مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمرحلة توتر، على أنها «دعابة»، فخاتمي المعروف عنه علاقته الممتازة مع وسائل الاعلام ينطلق بالحديث للصحف في إيران بالكثير من المزاح، إلا أن العديد من المسؤولين الاصلاحيين والمحافظين، أخذوا هذه العبارة على محمل الجد، معربين علانية عن معارضتهم لمثل هذا الاحتمال.

فبالنسبة للمحافظين، فإن انسحاب خاتمي من الحياة السياسية، من شأنه أن يضر بصورة إيران الديمقراطية والتعددية التي يسعى النظام الى ترويجها. وكتب حبيب الله أصغر اللادي، وهو أحد القادة البارزين في المعسكر المحافظ في مقال في صحيفة «رسالة» مؤخرا، أن «خاتمي من الشخصيات المعتدلة في النظام، ويشكل رأسمالا ثمينا.. وتقاعده من الحياة السياسية ليس مرحبا به». من ناحيته علق النائب المحافظ وعضو رئاسة البرلمان حميد رضا حجي بابائي على تصريح خاتمي بالقول «أعتقد انها على الأرجح دعابة سياسية»، متوقعا ان «خاتمي سيكون مرشحا في الانتخابات الرئاسية» في 2009. وحدهم مؤيدو الرئيس محمود احمدي نجاد بدوا وكأنهم سعداء باختفاء خاتمي عن الساحة السياسية. وقال النائب المحافظ المتشدد مهدي كوشاهك زاده إنه «بالنظر الى المتطرفين الذين يحيطون بخاتمي، فمن شأن التقاعد ان يصب في مصلحته».

وقال ما شاء الله شمس الواعظين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في طهران لـ«الشرق الأوسط»: «خاتمي قال هذا الكلام. لكن ليس في السياسة الإيرانية شيء مطلق.