المقاهي السعودية تسرق الناس من منازلهم

15 مليار ريال حجم سوق الـ«كوفي شوب» في العام الواحد

TT

على الرغم من عدم حداثة وجود المقاهي في السعودية إلا أن عوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية أدت إلى كثرتها الجاذبة للسكّان خلال الأعوام القليلة الماضية، بعد أن كان جمهورها يقتصر على فئة من الناس، والمسؤول عن كل ذلك التغيير هي «القهوة» التي باتت تشهد أزهى عصورها في الوقت الراهن. ويحمل روّاد «المقاهي» مشاعر جميلة مع جلسات القهوة المنتشرة في المدن، والتي ظلت اليوم أشبه بوجهات ثقافية بما يحتويه بعضها من الكتب المختلفة والصحف المتنوعة إضافة إلى الظروف التي مكنتها من أن تكون حاضنات تعارف اجتماعي مهيأة بجميع الإمكانات، يرتادها الناس للالتقاء مع أصحابهم والجلوس أو النقاش أو للهروب من صخب المدينة وازدحامها الخانق، والحصول على فنجان أو كوب من القهوة العربية أو الغربية بكافة أصنافها، كما أنها أصبحت مكاناً ملائماً للأزواج، الصديقات والأصدقاء، بما يكتسبه بعضها من الخصوصية والعزلة. ويتذكر السعوديون جيداً كيف أن تلك المقاهي، كان يتعارف على ارتيادها كنوعٍ من الفخامة والأناقة كما كان ترتادها فئات محدودة من الناس نظراً لحداثتها، وأسعار منتجاتها التي لم تكن في متناول الجميع بخلاف حالها الآن، عندما شهدت السعودية دخول أول نوع من محلات الـ «كوفي شوب» بصيغتها الحديثة عام 2000، لتأخذ بالانتشار شيئاً فشيئاً مع تحولات مختلفة حصلت ما بينها وبين الجمهور الذي أخذ في التنوع والازدياد مؤثراً بذلك في الأسعار ونوعية المنتجات، إلى هذا اليوم الذي وصل فيه حجم سوق مقاهي الـ«كوفي شوب» إلى 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) في العام الواحد.