بيروت تحت «الاحتلال الثاني»

الأسد وأمير قطر: الأزمة شأن داخلي * السعودية والأردن يطالبان بتغليب لغة العقل * بري لـ«الشرق الأوسط»: الحل في تشكيل العرب لجنة مساع حميدة * جنبلاط لـ«الشرق الأوسط»: هل هذه هي المقاومة التي يريدها نصر الله؟ * الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية غدا * القاهرة تدين فرض الأمر الواقع

مسلح داخل مكتب تم اقتحامه لتيار المستقبل وتبدو صورة الأسد فيه بينما القيت صور رفيق الحريري على الأرض (أ.ب) ومسلحون من حزب الله يحتجزون شبانا من أنصار تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري في بيروت أمس (رويترز)
TT

احتل مسلحو حزب الله والقوى المتحالفة معه أمس بيروت وحاصروها وقطعوا الحركة عبر المطار، كما توقف العمل في المرفأ في مشهد يشبه ما تعرضت له المدينة عام 1982 في ذروة الغزو الاسرائيلي للبنان. وعادت مشاهد الحرب الأهلية بعدما انتشر مسلحون في الشوارع، وسير مسلحو المعارضة من حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري مواكب تحتفل بالسيطرة على بيروت وتحديدا القطاع الغربي منه ذو الأغلبية السنية التي استيقظ سكانها صباحا على المسلحين يجوبون الشوارع، في الاحتلال الثاني.

وتوقفت كل وسائل الإعلام التابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه زعيم الأكثرية اللبنانية سعد الحريري بعدما حاصرها مسلحون واحرقوا طابقين في صحيفة «المستقبل». وتوقف تلفزيون المستقبل وقناة «الإخبارية» اللبنانية توأمته بينما اقتحم مسلحون مقر التلفزيون في الروشة وأحرقوه ورفعوا عليه علم الحزب القومي السوري الاجتماعي. وكان فؤاد السنيورة رئيس الوزراء، ورفيق الحريري زعيم الأغلبية، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ما يشبه الإقامة الجبرية بعد محاصرة مقارهم من قبل مسلحي المعارضة. كما كان حوالي 30 نائبا من كتلة المستقبل احتموا بفندق لاهويا سويت في نفس الوضع.

وأعلنت قوى 14 آذار أن السيطرة المسلحة على العاصمة «أسقطت نهائيا شرعية سلاح حزب الله», ووصفت أحداث بيروت الأخيرة بأنها «انقلاب مسلح».

وبينما ربطت المعارضة انهاء حصار بيروت بتراجع الحكومة عن قراريها باعتبار شبكة اتصالات حزب الله غير شرعية ونقل مدير أمن المطار، تمسكت الأكثرية بالصمود السياسي وبالعرض الذي اقترحه سعد الحريري بوضع القرارين في عهدة الجيش وانتخاب الرئيس، وهو ما رفضه حزب الله.

وقال رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، لـ«الشرق الأوسط» ان الأكثرية لا تزال تنتظر الجواب عن المبادرة التي أطلقها النائب الحريري. وأقر بأن «حزب الله» سيطر عسكريا وأمنيا، سائلا: «ماذا بعد؟». وقال: «هل هذه هي صورة المقاومة التي يريد السيد حسن (نصرالله) ان يبرزها في أزقة بيروت؟».

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الشرق الأوسط» انه اتصل هاتفيا بجنبلاط وأبلغه خلاله انه ما يزال ينتظر جواب الاكثرية على اقتراح المعارضة تراجع الحكومة عن قراراتها والعودة الى طاولة الحوار، كما تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وكشف بري انه اقترح على موسى أن يعمد الاجتماع الوزاري العربي إلى تشكيل لجنة ثلاثية أو سداسية كما حصل في السبعينات والثمانينات للقيام بالمساعي الحميدة بين اللبنانيين اذا تلكأ هؤلاء عن القيام بذلك، مشترطا ان تأتي هذه اللجنة بمشروع واضح ومتوازن.

عربيا أعلن مساء أمس في القاهرة الاتفاق على عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث الوضع المتفجر في لبنان مساء غد الأحد في القاهرة بناء على طلب سعودي ـ مصري.

وكانت السعودية والأردن قد دعتا الى تغليب لغة العقل والمنطق «خدمة للمصلحة العيا في لبنان وحفاظا على وحدته وسيادته». جاء ذلك في بيان للديوان الملكي الأردني بعد مشاروات هاتفية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس.

في غضون ذلك أعرب الرئيس السوري بشار الأسد والشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر أمس عن اتفاقهما بأن الأزمة التي يشهدها في لبنان «شأن داخلي» وذلك حسب وكالة الانباء السورية.

وفي القاهرة دان أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، محاولة فرض أمر واقع في لبنان وإيقاع البلاد في شراك مذهبية وطائفية، داعيا الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا في اقرب وقت. دوليا اعلنت الولايات المتحدة انها تتشاور مع اعضاء مجلس الأمن واخرين بشأن اجراءات ضد المسؤولين عن العنف في بيروت بينما اعلن الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لرئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ودعا الى حل الأزمة عبر الحوار وفي اطار المؤسسات.