سورية تلوح بالتهديد للوزراء العرب: هل تعتقدون أن طائرتكم ستهبط في بيروت؟

مصادر تكشف لـ الشرق الأوسط» تفاصيل مما جرى في اجتماع القاهرة * الرياض: التصعيد لن يخدم سوى «قوى التطرف الخارجية» * إطلاق نار كثيف على السفارة السعودية * مؤسس التيار السلفي في لبنان يدعو للتسلح والاستعداد للمرحلة القادمة

مسلحون سنة خلال اشتباكات مع مسلحين علويين في طرابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

كشفت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط» إن سورية استخدمت لغة التهديد والتصعيد خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ لمناقشة الأزمة اللبنانية، وأنها كانت تتحدث نيابة عن حزب الله خلال الاجتماع. وبينما قال وزير عربي ان رئيس الوفد السوري هدد وفد الجامعة العربية المكون من وزراء الخارجية العرب بعدم نزول طائرتهم في مطار بيروت في حال صدور إدانة لانقلاب حزب الله على الشرعية اللبنانية، ذكر وزير آخر إن المندوب السوري لوح بالتهديد عندما قال للوزراء ما معناه: هل تعتقدون أن طائرتكم ستهبط في بيروت لو أدنتم حزب الله؟

وسرد أحد المصادر لـ«الشرق الأوسط» جوانب مما شهده الاجتماع الوزاري في القاهرة أول من أمس، قائلا إن رئيس الوفد السوري لم يتعامل باحترام لا مع الوزراء الحاضرين ولا مع طريقة النقاش حول الوضع المتدهور في لبنان. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ان رئيس الوفد السوري وبعض الأطراف «كانوا يتحدثون باسم حزب الله في الاجتماع». وقال مصدر شارك في الاجتماع ان المندوب السوري استخدم لغة في التخاطب «خلت من الحياء وبالغت في العنف والتجاوز». واضاف المصدر «ان المندوب السوري كان بمقدوره ان يقول ما يريد ويكون في الوقت نفسه أكثر حياء واقل تطاولا».

في غضون ذلك، جددت السعودية أمس دعوتها اللبنانيين بكافة تياراتهم السياسية لـ«الاستماع إلى صوت الحكمة ولغة العقل، ووضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار».

وأكد مجلس الوزراء السعودي الذي عقد امس برئاسة خادم الحرمين الشريفين، أن التصعيد المؤسف الذي تشهده الساحة اللبنانية «لن يحقق انتصاراً لأي طرف من الأطراف اللبنانية سوى قوى التطرف الخارجية التي قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان وتحقيق الوفاق بين أبنائه والاتفاق بين جميع الفرقاء للوصول إلى اختيار الرئيس، وكل ما يكفل للبنان وشعبه الرخاء والاستقرار».

ويأتي ذلك فيما تعرض مكتب السفير السعودي والقنصل السعودي في بيروت لإطلاق نار كثيف خلال الساعات الـ48 الماضية. وغادر السفير السعودي عبد العزيز خوجة بعدما تبلغ بضرورة مغادرته فورا لان الحفاظ على امنه بات امرا غير مضمون في ظل تطورات الاوضاع. وتوقعت مصادر مطلعة ان يشهد الوضع تصعيدا على الارض من قبل عناصر حزب الله وأنصاره لجعل مهمة الوفد العربي, المتوقع ان يصل بيروت غدا, بالغة الصعوبة. وكان لافتاً في مدينة طرابلس في شمال لبنان يوم أمس، وعلى وقع المعارك التي كانت تدور بين منطقتي «التبانة» و«بعل محسن» حيث تسكن في الأولى أغلبية سنية وفي الثانية أغلبية علوية، المؤتمر الصحافي الذي عقده داعي الإسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي, مستنفرا «كافة الشباب المسلم الغيور في كافة المناطق اللبنانية، للاستعداد نفسياً ولوجستياً للمرحلة القادمة ولبدء مرحلة جديدة». وقال الشهال في مؤتمره الصحافي انه «نظراً للظروف الراهنة وتداعياتها الخطيرة وما أصاب الطائفة السنية من جرح عميق في جسدها وكرامتها فإننا نعلن «ضرورة النفير العام لتنظيم الطائفة السنية وتوحيد جهود ابنائها عبر أطر قوية لدرء الأخطار المحدقة ورفع الظلم عنها. ولم يخف الشهال انه «إذا بقيت الأمور على ما هي عليه واستمر التأزم والاعتداء، فمن حقنا لا من واجبنا ان ندافع عن أنفسنا حتى بالقوة العسكرية، إذ لا يصح ان يكدس السلاح سنين طويلة من أجل مقاومة العدو المتغطرس الإسرائيلي، ليتحول أخيراً على طائفة في لبنان أو أهل لبنان عموماً».