لبنان يعود للمربع الأول.. والجيش بوابة الهروب

مجلس الوزراء يلغي قراري السلكي والعميد شقير * 40 ضابطا في الجيش اللبناني لوحوا باستقالات تحذيرية * عون قال: أتيتم بالأسبرين.. فرد موسى: نحمل «أنتيبايوتك»

جندي لبناني في موقع للجيش ببيروت أمس (أ.ب)
TT

عاد لبنان الى «المربع الأول» بعدما وافقت الحكومة اللبنانية على إلغاء القرارين المتعلقين بشبكة اتصالات حزب الله وإقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير، الذي يعتبر قريبا من الحزب، بناء على اقتراح من قائد الجيش العماد ميشال سليمان. وتلا وزير الاعلام غازي العريضي بيانا رسميا في ختام جلسة طارئة لمجلس الوزراء، اعلن فيه «موافقة الحكومة على اقتراح قائد الجيش المبين في كتابه الموجه الى وزير الدفاع الوطني (الياس المر)، والمتضمن الغاء القرارين». وبالرغم من ان إلغاء القرارين جاء في اطار اتفاق أوسع تضمن «رفض استخدام العنف المسلح خارج اطار الشرعية الدستورية»، كما أوضحت الحكومة ان القرار يأتي «حرصا على المصلحة الوطنية وسلامة المواطنين وتسهيلا لمهمة وفد اللجنة الوزارية العربية وتمهيدا لتنفيذ بنود الحل العربي»، الا ان جذور الأزمة بقيت كما هي فيما يتعلق بإنتخاب رئيس توافقي وبدء حوار وطني. وبذلك يكون الجيش اللبناني «بوابة هروب» لكل الاطراف في الأزمة التي كادت ان تتحول لحرب أهلية. فالقرار أعطى فسحة لخروج حزب الله من الأزمة بدون خسائر كبيرة، كما سمح للأكثرية بالتراجع من خلال صيغة القرار الذي يجعل الجيش مسؤولا عن عدم السماح باستخدام السلاح داخليا في الصراع السياسي. وبعد اعلان الغاء القرارين سمع في ارجاء بيروت اطلاق نار كثيف مصدره الضاحية الجنوبية للعاصمة معقل حزب الله ابتهاجا.

الى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن 40 ضابطا، وعلى رأسهم نائب مدير المخابرات العميد غسان بلعة، قدموا استقالات تحذيرية وغير رسمية، الى قائد الجيش, قبل بضعة أيام، وأنهم سيتخذون قرارهم النهائي بالانفصال عن المؤسسة او البقاء فيها، استنادا الى طريقة تصرف الجيش على الارض خلال اليومين المقبلين.

وقال مدير المخابرات العميد غسان بلعة، الذي ورد اسمه على لائحة المستقيلين، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه، أنه «حصل شيء في بيروت، وهذا الأمر جرت معالجته». وكشف مصدر آخر مقرب من قائد الجيش العماد سليمان، عن ان تدخل قيادات سنية حال دون استقالات في صفوف الضباط السنة.

من جهة ثانية، توقع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط», نجاح اللجنة الوزارية العربية في مهمتها ببيروت، وقال مازحاً لـ«الشرق الأوسط»: حول موقف العماد ميشال عون الذي يرى بأن المبادرة العربية مجرد «أسبرين» ولا تحل الأزمة: «اللجنة العربية الوزارية تحمل معها «أنتيبيوتك».

على صعيد ذي صلة، أكد الدكتور عبد العزيز خوجة السفير السعودي لدى بيروت، أن إطلاق النار الذي تعرضت له السفارة السعودية في بيروت خلال الأيام الماضية «كان عملا مقصودا»، واستبعد أن يكون من «الرصاص الطائش». وقال خوجة لـ«الشرق الأوسط»: «ما تعرضت له سفارتنا في بيروت أمر مقصود، وإلا بماذا نفسر استمرار إمطارها بوابل من الرصاص».