لبنان: خطوة إلى الأمام.. والجرح مفتوح

حمد بن جاسم ردا على سؤال حول ما إذا كانت قطر تتحرك لسحب البساط من السعودية: قبل عام كنت سأقول نعم.. أما اليوم فعلاقاتنا ممتازة * موسى: نحن الآن في المربع الثاني * نصر الله يغيب عن الدوحة لأسباب أمنية.. وبري يغيب للاعتراض عليه

لبناني من انصار حزب الله يحمل نرجيلة وكرسيا قرب حاجز قبل إزالته من بيروت امس (ا.ب)
TT

أخيراً تصاعد الدخان الأبيض فوق بيروت، معلنا عن توصل قياداته الى اتفاق برعاية عربية، لاطلاق حوار وطني حول قضيتي تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقانون الانتخابات النيابية، بعد اسبوع من «دخان اسود» لف العاصمة اللبنانية والمناطق، جراء المواجهات العسكرية بين انصار المعارضة والموالاة. وخطا لبنان بذلك خطوة إلى الأمام لكن جرح الاشتباكات التي وقعت الاسبوع الماضي يبقى مفتوحا.

وينطلق الحوار في الدوحة اليوم برئاسة قطر «حتى يتم توقيع اتفاق نهائي» كما قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إن لبنان دخل أمس «المربع الثاني»، بعد توقيع المعارضة والأكثرية على اتفاق ينهي الأزمة الأخيرة. وسئل عما إذا كان لبنان قد عاد إلى المربع الأول، بعد اتفاق الطرفين على إنهاء الأزمة الأخيرة، فقال إن البلد دخل «اليوم المربع الثاني».

وأعلن الشيخ حمد بن جاسم في مؤتمر صحافي، باسم اللجنة الوزارية العربية أمس، النقاط الست التي تضمنها الاتفاق، والذي سيستكمل بحوار يبدأ اليوم في الدوحة. وسئل الشيخ حمد في المؤتمر الصحافي عن امكانية ان يكون اتفاق الدوحة اتفاق طائف جديدا للبنان، فاجاب: «لا، ان اتفاق الطائف هو اتفاق مهم ومحوري لكل اللبنانيين. وعنوان هذا الاتفاق هو الدستور اللبناني وحوار الطائف». وعن الضمانات في حال فشل الحوار، قال: «الفشل سيؤدي الى نتائج غير طبيعية. ونرفض استخدام كلمة فشل في هذا الحوار». واوضح الشيخ حمد ان الفرقاء اللبنانيين سيناقشون بند قانون الانتخابات في الدوحة، كذلك الامر بالنسبة للحكومة وشكلها.

وردا على سؤال عما اذا كانت قطر تطمح للحلول مكان المملكة العربية السعودية على الساحة اللبنانية، اجاب: «لو سئلت قبل عام لكنت قلت هذا الامر صحيح. اما الآن فعلاقاتنا مع السعودية ممتازة. والسعودية دعمت هذا الاتفاق كما دعمت اللجنة العربية وصوّت وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل على اللجنة ورئاستها. ونحن والسعودية وكل العرب نعمل لمصلحة لبنان».

وأفادت مصادر عربية، بأن الشخصيات اللبنانية ستغادر اليوم مع الشيخ حمد على متن الطائرة نفسها، إلا ان حزب الله سيتمثل برئيس كتلته النيابية محمد رعد، بدلا من حسن نصر الله لأسباب أمنية. وتردد أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أحد أقطاب المعارضة، ربما سيغيب عن لقاء الدوحة للاعتراض عليه.

وقبل التوصل الى اتفاق، أصر ممثلو المعارضة على استشارة عون، فكان رد الوفد العربي: اننا نتحاور معكم ولا علاقة لنا به. وكان رد عون انه يعارض انتخاب ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ويريد حكومة طوارئ فكان اتصال مع الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي قال انه يلتزم مع الوفد العربي ولا مجال للعودة عن التزامه. وفور اقرار الاتفاق، اعلن حزب الله عن انهاء حالة «العصيان المدني» وباشرت الجرافات التابعة له ولشركة «سوكلين» ازالة العوائق والسواتر الترابية. وفي السابعة مساء هبطت اول طائرة في مطار بيروت الدولي وهي تابعة لشركة «طيران الشرق الاوسط» اللبنانية (الميدل ايست) آتية من قبرص. كما فتحت الطريق الدولية بين بيروت ودمشق في منطقة المصنع فور اعادة طريق المطار.