دعوة بتكوين هيئة عالمية وإنشاء جائزة الملك عبد الله العالمية للحوار الحضاري

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية لدى ترؤسه الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الإسلامي العلمي في مكة المكرمة أمس (واس)
TT

أوصى المشاركون في المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي اختتمت أعماله أمس في مكة المكرمة، بإنشاء «مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي للتواصل بين الحضارات» بهدف إشاعة ثقافة الحوار وتدريب وتنمية مهاراته وفق أسس علمية دقيقة، وإنشاء «جائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للحوار الحضاري» ومنحها للشخصيات والهيئات العالمية التي تسهم في تطوير الحوار وتحقيق أهدافه. وأكد المؤتمر أن الاختلاف بين الأمم والشعوب وتمايزه في معتقداتهم وثقافاتهم واقع بإرادة الله ووفق حكمته، مما يقتضي تعارفهم وتعاونهم على ما يحقق مصالحهم ويحل مشاكلهم في ضوء القيم المشتركة ويؤدي إلى تعايشهم بالحسنى وتنافسهم في عمارة الأرض وعمل الخيرات.

وشدد المؤتمر على أن الرسالات الإلهية والفلسفات الوضعية المعتبرة تمتلك من المشترك الإنساني مما يدعو إلى الالتزام بفضائل الأخلاق ويرفض مظاهر الظلم والعدوان والانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري والإضرار البالغ بالبيئة البشرية والإخلال بالتوازن المناخي.

جاء ذلك في نداء مكة المكرمة الذي صدر في ختام أعمال المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار أمس، والذي كان قد افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يوم الأربعاء الماضي، ونظمته رابطة العالم الإسلامي، بمشاركة أكثر من 700 عالم ومفكر وباحث ورؤساء المراكز والجمعيات والمنظمات الإسلامية من مختلف مناطق العالم الإسلامي ومن الجاليات المسلمة، وممثلين عن الجهات الإسلامية المهتمة بالحوار مع الحضارات والثقافات من جميع أنحاء العالم.

ودعا نداء مكة المكرمة إلى الحوار المعمق لاستثمار المشتركات الإنسانية والتعاون في برامج عمل مشتركة تطوق المشكلات المعاصرة وتحمي البشرية من أضرارها.

وبحث المؤتمر مشروعية الحوار، ودعوة الإسلام إليه، ومسوغاته، والنصوص الشرعية التي تدعو إليه، وترسم آدابه، وتبين نماذج منه، وتوصل إلى أن الحوار منهج قرآني أصيل وسنة نبوية درج عليها الأنبياء في التواصل مع أقوامهم، وتقدم السيرة النبوية العطرة منهاجا واضح المعالم، لا تخطئه عين المتأمل في حوار النبي صلى الله عليه وسلم مع نصارى نجران، ومراسلاته عليه الصلاة والسلام لملوك الأمم، فكان الحوار من أهم سبل بلوغ هداية الإسلام إلى العالمين والنظر إلى مجتمع المدينة المنورة الذي أقامه النبي على أنه النموذج الأمثل في التعايش الإيجابي بين أتباع الرسالات الإلهية، حيث تسمو وثيقة المدينة المنورة بسبقها لتكون مفخرة تحتذى في التعايش الحضاري، فقد حددت أطر التعاون على تحقيق المصالح المشتركة والتعاضد على إرساء قيم العدل والبر والإحسان وغيرها من القيم الإنسانية.