كشف مصدر فرنسي رفيع وواسع الاطلاع على الشؤون الخارجية عن رصد باريس لـ«إشارات سورية» توحي بأن التحالف الإستراتيجي مع ايران «يمكن أن يتغير». وفيما أكد المصدر، في لقاء ضيق مع صحافيين عرب في باريس، أن سورية «يمكن أن تعيد النظر في علاقتها مع إيران»، قال إن باريس ترصد 5 عوامل تدفع في هذا الاتجاه : أولها أن العراق أصبح مصدر تنافر بين دمشق وطهران «إذ لا تنظر دمشق بعين الرضا لقيام عراق إسلامي تحت تأثير إيراني كامل». أما العامل الثاني فيتمثل في الخلاف السوري ـ الإيراني حول لبنان «حيث لا مصلحة لسورية الساعية اليوم لإصلاح علاقتها بالغرب في تفجير الوضع في لبنان» فضلا عن أن سورية «لا تريد استقواء حزب الله الى درجة يخرج معها من الوصاية السورية» أما العامل الأهم فهو أن دمشق «لا تريد أن تكون رهينة النزاع الإيراني ـ الإسرائيلي» في حال تطور الوضع الى نشوب حرب في الشرق الأوسط بحيث يطال سورية رد إسرائيل على أعمال إيران ضدها. وفي هذا الإطار، تعتبر باريس أن الهدف الأول للنظام السوري «هو استمراريته وسلامته». وقال المصدر الفرنسي إن باريس تقدر أن لسورية «بدائل استراتيجية وسياسية حقيقية» عنوانها الابتعاد عن إيران والتقرب من الغرب والتفاوض على السلام مع إسرائيل.