لبنان يتجاوز «طعم قانصو» .. بالتضحية

الأكثرية: تجاوزنا الفخ السوري * السنيورة: لم يكن لنا خيار آخر إلا المجهول

فؤاد السنيورة خلال تقديم تشكيلة حكومته إلى الرئيس ميشال سليمان بحضور نبيه بري في قصر بعبدا ببيروت أمس (أ.ب)
TT

اعلنت بعد ظهر أمس تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي تضم وزراء الاكثرية والمعارضة، اضافة الى ثلاثة وزراء محسوبين على الرئيس ميشال سليمان. وحكومة الوحدة الوطنية سجلت رقما قياسيا غير مسبوق في مخاض التأليف، اذ احتاجت الى «مفاوضات» و«تجاذبات» استمرت 43 يوما وانتهت باعلانها في اللحظات الاخيرة قبل غياب رئيس الجمهورية ميشال سليمان «عن السمع» للمشاركة في حفل زفاف ابنته الذي تأجل نحو ساعة، ثم سفره (اليوم) الى فرنسا لترؤس وفد لبنان الى مؤتمر «الاتحاد من اجل المتوسط».

وكان تيار «المستقبل» الذي يقوده النائب سعد الحريري ابرز «المضحين» لقيام الحكومة، اذ تخلى عن عدد كبير من المقاعد الوزارية المحسوبة عليه لمصلحة حلفائه، كما قبل بتوزير الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو الذي يمثل حساسية شديدة بالنسبة الى التيار، فيما كان الفريق المسيحي في الاكثرية والمعارضة وفريق رئيس الجمهورية ابرز الرابحين من عملية توزيع الحقائب «الدسمة». أما النائب وليد جنبلاط فقد تراجعت حصته الى حد كبير فنال وزيرين وحقيبة واحدة. وجاء التقسيم السياسي للوزراء وفقا لاتفاق الدوحة بواقع ثلاثة وزراء لرئيس الجمهورية و16 وزيراً لفريق (14 اذار) و11 وزيرا للمعارضة، وهي ضمت 9 وزراء من الحكومة السابقة وستة وزراء سابقين وحصة كبيرة للوزراء الجدد (14 وزيرا جديدا)، فيما ضمت 8 وزراء من النواب. وقال قيادي بارز في (14 اذار) لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على اعلان التشكيلة انه ثبت أن «تيار المستقبل هو الفريق الذي يقدم كل التضحيات كل الوقت». واشار الى ان (14 اذار) فهمت «الهدف الاستراتيجي السوري عبر زرع قانصو في الحكومة فخا للسنيورة لضمان عدم تشكيل الحكومة قبل ذهاب الرئيس سليمان الى فرنسا حتى تتحول اجندة الاجتماع الى استجداء فرنسي ـ لبناني من أجل تشكيل الحكومة».

من جهته، لخص الرئيس السنيورة مهمة الحكومة الجديدة بـ«تأمين إجراء الانتخابات النيابية والعمل على أن تكون على مسافة واحدة من كل الفرقاء واعادة الثقة بالنظام السياسي اللبناني والمؤسسات الدستورية». واشار الى انه قبل بتوزير قانصو بعد تمني رئيس الجمهورية ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، وقال: «وجدت فعلياً أن أمام لبنان خيارين: إما الذهاب إلى المجهول، أو تشكيل الحكومة لتجاوز هذه المرحلة والعودة إلى الحياة الطبيعية».