خادم الحرمين: معظم الحوارات فشلت لأنها تحولت إلى تراشق يضخم الفوارق أو حاولت صهر الأديان

قال في افتتاح مؤتمر الحوار العالمي في مدريد إن المآسي التي مرت لم تكن بسبب الأديان ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين وكل عقيدة سياسية

خادم الحرمين الشريفين خلال رعايته مؤتمر الحوار العالمي في مدريد بحضور الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء الأسباني ثاباتيرو (أ.ف.ب)
TT

خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نحو 300 شخصية عالمية في كلمة افتتح بها المؤتمر العالمي للحوار في قصر الباردو في مدريد أمس والذي يستمر 3 ايام، وبحضور العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس، ورئيس الوزارء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، قائلا إنه يحمل معه رسالة من الأمة الإسلامية ممثلة في علمائها ومفكريها الذين اجتمعوا أخيرا في رحاب بيت الله الحرام، مشيرا إلى أنها «رسالة تعني بأن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والتسامح، ورسالة تدعو إلى الحوار البناء». وقال «علينا أن نعلن للعالم أن الاختلاف لا ينبغي أن يؤدي إلى النزاع والصراع، ونقول إن المآسي التي مرت في تاريخ البشر لم تكن بسبب الأديان، ولكن بسبب التطرف الذي ابتلي به بعض أتباع كل دين سماوي، وكل عقيدة سياسية» واشار الى ان «معظم الحوارات فشلت في الماضي لأنها تحولت إلى تراشق يركز على الفوارق ويضخمها، وهذا مجهود عقيم يزيد التوترات ولا يخفف من حدتها، أو لأنها حاولت صهر الأديان والمذاهب بحجة التقريب بينها، وهذا بدوره مجهود عقيم، فأصحاب كل دين مقتنعون بعقيدتهم ولا يقبلون عنها بديلا، وإذا كنا نريد لهذا اللقاء التاريخي أن ينجح فلا بد أن نتوجه إلى القواسم المشتركة التي تجمع بيننا».

وكذلك ألقى الملك خوان كارلوس كلمة قال فيها «إننا نعلم يا خادم الحرمين الشريفين الأهمية التي تولونها لهذا المؤتمر الذي نأمل له نجاحا كبيرا». وأضاف «إن إسبانيا لديها معرفة كبيرة وثرية لهذا المفترق من الطرق والثقافات والديانات، إنها بلد بنى ديمقراطيته على التسامح والتعايش والاحترام المتبادل»، وأشار إلى دعم إسبانيا الدائم والمستمر لمسيرة السلام في الشرق الأوسط، ولمسيرة الحوار في البحر الأبيض المتوسط. وأكد أن إسبانيا من الداعمين للتعمق في شؤون السلام والحوار والتعاون على الصعيد الدولي. وأعرب عن أمله في أن يدعم المؤتمر العالمي للحوار احترام الهويات والمعتقدات والقيم والأخلاق التي تمثل القواسم المشتركة بين الأديان السماوية والثقافات والحضارات المختلفة، ويؤدي إلى التفاهم المتبادل والتعايش السلمي بين البشر، متمنيا عالما يسوده السلام والعدل والإنصاف، ويسمح للأجيال الحاضرة والمستقبلية في أن تنمو في عز وكرامة.