رحيل يوسف شاهين المتمرد على الشاشة.. وفي الحياة

بدأ بـ«بابا أمين».. واختتم بـ«هي فوضى»

شاهين لدى استلامه السعفة الذهبية من مهرجان كان الدولي عام 1997
TT

ستون عاما من العمل السينمائي والسياسي لم تجعل من يوسف شاهين كهلا أو شيخا مسنا. حتى وهو على فراش المرض في عامه الثاني والثمانين لم ير نفسه الا شابا متمردا على الشاشة وفي الحياة. رحل «جو» و«الاستاذ» بعدما قال ربما كل ما كان يريد ان يقوله عن السلطة، والحداثة والتقاليد، وعلاقة المنطقة بالعالم، خصوصا اميركا، بأحلامها وكوابيسها. توفي شاهين امس بعد حياة حافلة قدم خلالها للسينما مجموعة كبيرة ومميزة من الأعمال السينمائية المهمة (37 فيلما) أولها «بابا أمين» عام 1950، واختتمها بـ«هي فوضى» عام 2007. عبر شاهين في أفلامه عن آلام المصريين والعرب وأحلامهم. فقبل ثورة يوليو كان شاهين مع «الغلابة» ضد الإقطاع والظلم، ونجح في التعبير عن ذلك عبر سلسلة من الأفلام التي حملت حلم الحرية جنينا، فكانت أفلام «الناس والنيل» و«الأرض» و«صراع في الوادي». وعاش شاهين أجواء الثورة وبزوغ الاشتراكية الناصرية، فكان «الناصر صلاح الدين»، لكنه سرعان ما واكب انكسار يونيو والقمع السياسي، وانهيار الطبقة الوسطى، فكان «العصفور»، و«عودة الابن الضال» و«حدوته مصرية»، و«الآخر». ونعى أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي شاهين قائلا، إنه «مفكر صاحب استقلالية كبيرة. ومدافع كبير عن تزاوج الثقافات». كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وفاته بــ«خسارة فادحة لمصر والسينما العالمية» أما جاك شيراك فقال فيه كان «يوسف شاهين مقاتلا لا يكل ضد التطرف والعنف، ومدافعا شرسا عن التسامح والاحترام».