العاهل المغربي لندوة أصيلة: الصدام بين الجهالات.. أما الحضارات فجوهرها التفاعل

الأمير سلمان: الإسلام احتوى في أمته جميع الحضارات على امتداد العالم

الأمير سلمان وإلى جانبه الطيب الفاسي وزير خارجية المغرب ومحمد معتصم، مستشار ملك المغرب، ومحمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة الثقافي، في طريقهم لحفل الافتتاح أمس («الشرق الأوسط»)
TT

 قال العاهل المغربي الملك محمد السادس «إن الصدام لا يكون إلا بين الجهالات، أما الحضارات فإن جوهرها التفاعل لما فيه خير الإنسانية جمعاء، في نطاق احترام خصوصيات الهويات والثقافات».

وجاء كلام العاهل المغربي في رسالة وجهها أمس إلى المشاركين في الندوة الافتتاحية لموسم أصيلة الثقافي، تلاها المستشار الملكي محمد معتصم. وقال ملك المغرب «إن اختياركم لموضوع تحالف الحضارات في فضاء تتميز بلدانه بانسجامها وتواصلها، تاريخيا وثقافيا وحضاريا، ليعد استمرارا طبيعيا ومنطقيا لمبادرات طيبة ودعوات صادقة، أعلنت عن نفسها في أوقات وسياقات متقاربة، وعبرت عن انشغالات شخصيات فكرية وسياسية رفيعة، لمواجهة خطر التزمت والانغلاق والإرهاب وتأجيج التطرف بالأطروحة الزائفة لصدام الحضارات».

ودعا جميع المؤمنين بتسامح وتعايش الديانات، وبتلاقح وتفاعل الحضارات، للتصدي للنزاعات الهدامة المحدقة بها جميعا. وقال «إن الحضارات الإنسانية ليست سوى سلسلة مترابطة ومتكاملة الحلقات، وهي بذلك ملك للبشرية جمعاء، لذا لا يجوز لأي أمة أو شعب، مهما بلغت درجة إسهامه فيها، ادعاء احتكارها».

من جهته قال الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في كلمته أمام الحفل الافتتاحي لموسم أصيلة «حوى الإسلام في أمته جميع الحضارات: العربية والآسيوية والأفريقية والأوروبية على امتداد العالم في القديم والحديث بين شرقِهِ وغربهِ، وهذا دليلٌ تاريخيٌ يشهد لعالمية الإسلام». وأشار إلى أن الأصل الأول لذلك كله من الجزيرة العربية حيث انطلقت دعوة الإسلام، قائلا «إننا في المملكة العربية السعودية – بحمد الله وتوفيقه – نَجِدُ علاقاتنا وصداقاتنا الثابتة على العقيدة الصحيحة والعلم النافع وعدالة الكلمة وأمانة التعامل وشراكة العمل: هي جِسرُ اتصالنا بشعوب العالم عامة وبالمغرب العربي خاصة بروابط التميز والمودة، فليست وليدة اليوم لأن جذورها نشأت حتى من قبل الإسلام عندما كانت الجزيرة العربية ممرًا للقوافل بين الشرق والغرب». وقال إن السعودية تخطو اليوم نفس الخُطى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز «فقد أسس مبدأ الحوار الهادف حين دعا إلى المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار – المنعقد في مكة المكرمة – وأخيرا افتتح في مدريد المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان».   وفي كلمته الافتتاحية لموسم أصيلة قال محمد بن عيسى إنه ما كان يمكن لهذا النجاح المتوالي، وبالصورة التي تحقق بها، ولهذا الصرح الثقافي أن يظل قائما، لولا العناية الفائقة التي أسبغها دائما على مواسم أصيلة، الملك محمد السادس، منذ كان وليا للعهد.   وأضاف بن عيسى: «لا أحد منا ضمن في الماضي استمرار مشروع أصيلة الثقافي الذي يجمعنا اليوم، ولا سيما في ظل الأجواء والتقلبات المتلاحقة التي عرفها عالمنا، في غضون العقود الأخيرة». وتابع قائلا إنه في خضم تلك السياقات المضطربة والمتشابكة، حافظ موسم أصيلة على هويته الأصل التي أعلنها منذ دورته الأولى، كفضاء مستقل لحوار ممكن وضروري بين الثقافات وتلاقي الحضارات.