والدة محمود درويش: قبّل رأسي وحضنني.. وحاولت منعه من السفر

أسرته تروي لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل آخر لقاء > المثقفون العرب يودعون الشاعر الذي «تزوج القصيدة وعاش لها»

والدة محمود درويش في منزل العائلة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

«رجوته ألا يجري تلك العملية. هو أيضا لم يكن يريد هذه العملية. أنا أعرف. أحسست بذلك عندما أخبرني. لم أرتح من تصرفه يومها. فقلت له لا تجرها. رجوته وأمسكت به لمنعه من ترك البيت، لكنه قال انها ضرورية.. وراح.. يا ولدي عليك يا محمود.. راح قبلي.. راح وتركني..». هذه بعض كلمات أم أحمد، والدة الشاعر العربي الكبير محمود درويش، التي كان لها أقوى حضور في شعره وحياته، وبفضله تحولت الى إحدى أشهر الأمهات في العالم. وقالت أم أحمد لـ «الشرق الأوسط» عن لقائها الأخير مع محمود، الذي جرى قبل أسبوعين: «أجا كالعادة بسرعة وراح بسرعة. فات غرفتي وباس (قبّل) يدي ورأسي وحضنني بقوة، وقال انه راح يعمل عملية بيقول الأطباء انها صعبة.. قال انها أصعب من العمليتين اللي قبلها.. حسيت انه ما بدو اياها». وتروي شقيقته سهام، التي كانت قريبة منه بشكل خاص، ان محمود كان في حالة غير عادية في تلك الزيارة. هو كالعادة جاء بسرعة وبسرية، ولكنه لم يتصرف بشكل عادي: «في المعتاد يصافحنا جميعا يقبلنا ويحضننا فردا فردا، وينظر في عيوننا، ولكنه هذه المرة، وبعد أن عانق والدتي.. لم يصمد. هرب من عيوننا». وسادت الوسط الثقافي والشعبي العربي امس، حالة من الحداد والحزن وعدم التصديق. ونعى درويش المثقفون العرب واصدقاؤه وتلاميذه. ونعاه الشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي قائلا: «أعطى نفسه للقصيدة في صورة المتصوف أو الناسك، إذ لم نعرف له أي نوع من المتع الحياتية سوى قصيدته، تزوج بها وعاش لها وأنجبها».