تابع مجلس النواب اللبناني امس مناقشة البيان الوزاري لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة وسط أجواء مشحونة بين نواب «14 آذار» ونواب حزب الله، لم تفلح مطرقة رئيس المجلس، نبيه بري، ولا مداخلاته في التخفيف من حدتها. وتمحورت كلمات النواب أمس حول قضايا الحوار الوطني للتوصل الى مفهوم «الدولة القوية» والمقاومة.
وكانت الكلمة الاكثر اثارة لنواب حزب الله، كلمة النائب عن الاكثرية، أحمد فتفت، الذي تحدث عن كلام «توجه بكثير من الاسفاف المبطن والتخوين ايضا لنواب ووزراء وحتى لرئيس الحكومة». وقال فتفت: «نعم لسلاح المقاومة ضد اسرائيل. لا لسلاح حزب معين، حزب الله كان او سواه، لأنه حينها، وعندما يستعمل لارهاب المواطنين فلا يستغربن احد وصفه بالارهابي». وأثارت كلمة النائب فتفت مشادة كلامية مع نائب حزب الله، علي عمار، بعد ان هاجم فتفت رئيس البرلمان، نبيه بري، من دون ان يسميه، وسلاح حزب الله. فرد بري قائلا: «اشكرك من كل قلبي على الذي تناولتني به... قلبت ظننا من ان البعض في هذه القاعة قد اتعظ». عندئذ احتد النائب عمار وطلب الكلام, فحاول بري عدم إعطائه الكلام لتهدئة الوضع، فقال عمار: «فتفت أعطانا دروساً بالتحريض والشحن». وهنا اختلط الحابل بالنابل، فأكمل عمار كلامه قائلا: «ما سمعناه هو لسان حال الاميركي والاسرائيلي ونحن معتادون على ذلك». فرد فتفت موجها كلامه الى عمار «عيب عليك. إخرس». وهنا تدخل النائب محمود المراد قائلا «هذا الشخص (عمار) على ما يبدو بحاجة الى مصح عقلي». وفي بداية الجلسة، أعطى بري الكلمة لعضو كتلة «القوات اللبنانية» انطوان زهرا الذي نوه بالامارات لكشفها هوية قاتل سوزان تميم، آملا في وصول لبنان «الى هذا المستوى من الفاعلية في متابعة الجرائم الحاصلة على أرضه».