درويش يدفن بعيدا عن خبز أمه بعد جدل وانتقادات

ساركوزي في نعي الشاعر الكبير: تجربته تبين كونية المشاعر والارتباط بالأرض

أحد أقرباء الشاعر يوقد شمعة أمام صورته في منزل العائلة في «الجديدة» (رويترز)
TT

وافقت عائلة الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش على دفنه في مدينة رام الله إثر طلب تقدمت به السلطة الفلسطينية عبر وفد رئاسي زار العائلة في قرية الجديدة، قرب قرية «البروة» المهجرة، مسقط رأس الشاعر الراحل، الواقعة داخل الخط الأخضر. وقال جمال زحالقة، العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي، لـ«الشرق الاوسط»: «وافق إخوة محمود درويش بعد نقاش عميق وشعبي وموسع على دفنه في رام الله باعتباره مُلكا للشعب الفلسطيني وليس لعائلته فقط». وبرغم وجود تيار ضاغط من أجل دفن درويش في الجليل الاعلى، حيث ولد وظل يكتب عن حنينه للجليل وخبز أمه، إلا أن القرار النهائي اتخذته عائلة درويش الذي لم يترك وصية بهذا الشأن. وأكد زحالقة ذلك قائلا: «وافق شقيقه وهو لم يترك أي وصية مطلقا». وكانت مصادر بالسلطة الفلسطينية قد تحدثت عن وصية لدرويش بأن يدفن في الجليل. وأثار قرار دفن درويش في مدينة رام الله انتقادات من قبل اصدقاء الشاعر الفلسطيني ومحبيه الذين يؤكدون انه «يحق لجسد درويش العودة الى تراب الجليل». وقالت الكاتبة سهام داوود من مدينة حيفا لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الجسد الآتي من الجليل يحق له ان يدفن في الجليل». وانتقدت داوود بشدة قرار الدفن في رام الله، وقالت «اعلنوا الاثنين انهم سيدفنونه في رام الله ثم أبلغوا أهله، وهذا لا يعد استئذانا بل تبليغا مؤدبا». وكان رؤساء دول وقادة وشعراء ومثقفون قد نعوا الراحل الكبير. وتقدم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعزائه، وقال: «كان درويش واحداً من كبار الشعراء المعاصرين.. وضع درويش قوة الكلمات في خدمة الحقائق الأساسية، كما أن الأحاسيس التي كانت تثيرها في قلب كل قارئ من قرائه، تبين كونية المشاعر والارتباط بالأرض».