تشييع محمود درويش: أمه نثرت عليه ترابا من الجليل

في قبر أحاطت به أشجار الليمون ونقش عليه: على هذه الأرض ما يستحق الحياة

فلسطيني يحمل صورة درويش مكتوبا عليها بعض اشعاره خلال تشييعه في رام الله أمس (رويترز)
TT

بعد 6 أعوام، عاد محمود درويش، الى رام الله، لكن هذه المرة، في كفن، ليدفن في تلة مطلة على القدس، في ساحة القصر الثقافي الذي سيسمى «قصر محمود درويش الثقافي». وعلقت لافتة ضخمة على احدى جهات القبر تحمل صورة درويش وقصيدته «في حضرة الغائب»، التي يقول كتاب وأدباء أن عنوانها اشبه برثاء نفسه. وزرعت ثلاث أشجار نخيل على أطراف القبر وعشرات من اشجار الليمون. وقال عاملون في وزارة الاشغال العامة انه تم احضار كميات من تراب بلدة البروة مكان ولادة الشاعر الراحل لوضعها على القبر. ونقش على شاهدة قبر درويش «على هذه الارض، سيدة الارض، ما يستحق الحياة»، وهي واحدة من اشهر وأجمل قصائده عن فلسطين. وخلال الجنازة، بكى المشيعون عند سماعهم تسجيلا لصوته في امسيته الشعرية الاخيرة في قصر الثقافة قبل اقل من شهر.

وشيع الفلسطينيون أمس، ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووالدة الفقيد وأشقاؤه، جثمان درويش في مسيرة شعبية حاشدة الى مثواه الأخير، وظل الناس يرددون في وداعه ما قاله «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، الكثير منهم بعيون باكية. أما والدته «أم أحمد» التي كانت تجلس الى كرسي متحرك، فقد احضرت معها من قرية «الجديدة»، ترابا، لتضعه فوق قبر ابنها الراحل، الذي طالما قال، «أحن الى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي».