إيران تجدد الجدل حول صواريخها بتجربة «سفير الأمل»

أعلنت نجاح إطلاق المسبار الفضائي الحامل للأقمار الصناعية.. وتضارب حول وضع قمر اتصالات أو دمية قمر

صورة وزعتها إيران للصاروخ «سفير أوميد» قبل اطلاقه (أ.ب)
TT

جددت إيران الجدل حول قدراتها الصاروخية الباليستية بإعلانها أمس ونشرها صورا بإعلانها نجاحها في إطلاق الصاروخ «سفير أوميد» الذي يعني سفير الأمل (وأوميد هو اسم القمر الصناعي)، وهو صاروخ من مرحلتين أو جزءين يستطيع حمل أقمار صناعية، وتضاربت التصريحات الإيرانية بين أن الصاروخ وضع قمر اتصالات في الفضاء وأنه قمر تجريبي أو دمية قمر صناعي، تمهيدا لتجارب مستقبلية.

وكانت إيران أجرت تجربة أولى في فبراير (شباط) الماضي لصاروخ من جزءين أعلنت أنه وصل الى ارتفاع 200 كلم، ويومها ردت فرنسا على هذا الإعلان بالقول إن الصاروخ الذي يبدو انه تطوير لصاروخ «شهاب ـ3» البالستي «غير قادر على الخروج من الغلاف الجوي».

وفي التجربة الجديدة التي أعلنت أمس وحضر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مركز الفضاء العد التنازلي للإطلاق، قالت وسائل الإعلام الإيرانية أولا نقلا عن المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام، وكذلك عن بيان لهيئة أركان القوات المسلحة، إن إيران أطلقت قمرا صناعيا للاتصالات. ولكن مسؤولا إيرانيا كبيرا أوضح لوكالة الصحافة الفرنسية أن ما ذكرته وسائل الإعلام الإيرانية عن إطلاق لقمر صناعي حقيقي هو معلومات خاطئة.

وقال المسؤول «إن ما حصل هو إطلاق صاروخ (مسبار فضائي ) قادر على حمل قمر صناعي. لم يتم إطلاق القمر الصناعي أوميد». وقال رضا تاجزاده، رئيس مؤسسة الفضاء الإيرانية، إن الصاروخ حمل دمية قمر صناعي. ووزعت وكالات الأنباء الإيرانية صورا للصاروخ بينما كان لا يزال في المخزن، وفي هذه الصور يظهر الصاروخ في جزءين منفصلين: الجزء الأعلى يبلغ طوله ما بين مترين وثلاثة أمتار، وهو مفصول عن جزئه الأسفل. لكن التلفزيون الإيراني بث مشاهد قدمها على أنها صور إطلاق الصاروخ قائلا إنه «بهذا تكون الطريق مهدت أمام وضع قمر صناعي للاتصالات في الفضاء مستقبلا». ولم تتوفر تفاصيل إضافية عن الصاروخ أو التجربة. وفي أميركا أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تشعر «بقلق» بعد إعلان إيران أنها أطلقت بنجاح صاروخا يحمل قمرا صناعيا تجريبيا لأن هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في الصواريخ البالستية. ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان طهران تعزيز قدرات سلاح الجو بما يعني إمكان التحليق في الأجواء الإسرائيلية من دون حاجة للتزود بالوقود خلال الرحلة، إذ نقل التلفزيون الرسمي عن قائد سلاح الجو الايراني، الجنرال احمد ميغاني، قوله إن الطيران الايراني بات يستطيع الآن التحليق لمسافة ثلاثة آلاف كيلومتر من دون حاجة للتزود بالوقود، مما يعني إمكانية وصوله الى إسرائيل التي تبعد ألف كيلومتر من دون حاجة للتوقف للتزود بالوقود. وقد تحدث المسؤول الايراني عن عملية التعزيز هذه من دون أن يحدد نوع الطائرات المعنية أو كيفية تحقيق ذلك وبدون أن يسمي إسرائيل مباشرة.